لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 473 - الجزء 1

  المأْتَمِ، واحدَتُها سَلَبة.

  وسَلَّبَتِ المرأَةُ، وهي مُسَلِّبٌ إِذا كانت مُحِدًّا، تَلْبَس الثًّيابَ السُّودَ للحِدادِ.

  وتَسَلَّبت: لَبِسَتِ السِّلابَ، وهي ثِيابُ المأْتَمِ السُّودُ؛ قال لبيد:

  يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوجُه صِحاحِ ... في السُّلُبِ السودِ، وفي الأَمساحِ

  وفي الحديث عن أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْس: أَنها قالت لمَّا أُصيبَ جعفرٌ: أَمَرَني رسول اللَّه، ، فقال: تَسَلَّبي ثلاثاً، ثم اصْنَعِي بعدُ ما شِئْتِ؛ تَسَلَّبي أَي الْبَسِي ثِيابَ الحِدادِ السُّودَ، وهي السِّلاب.

  وتَسَلَّبَتِ المرأَةُ إِذا لَبِسَتْه، وهو ثَوْبٌ أَسودُ، تُغَطِّي به المُحِدُّ رَأْسَها.

  وفي حديث أُمِّ سلمة: أَنها بَكَتْ على حَمْزَةَ ثلاثة أَيامٍ، وتَسَلَّبَتْ.

  وقال اللحياني: المُسَلِّب، والسَّلِيبُ، والسَّلُوبُ: التي يموتُ زَوجُها أَو حَمِيمُها، فتَسَلَّبُ عليه.

  وتَسَلَّبَتِ المرأَة إِذا أَحدّتْ.

  وقيل: الإِحدادُ على الزَّوْجِ، والتَّسَلُّبُ قد يكون على غيرِ زَوجٍ.

  أَبو زيدٍ: يقال للرجل ما لي أَراكَ مُسْلَباً؟ وذلك إِذا لم يَأْلَفْ أَحداً، ولا يَسْكُن إِليه أَحد، وإِنما شبِّه بالوَحْش؛ ويقال: إِنه لوَحْشِيٌّ مُسْلَبٌ أَي لا يأْلفُ، ولا تَسْكُنُ نفسُه.

  والسلبة: خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْمِ البعيرِ دونَ الخِطامِ.

  والسلبة: عَقَبَةٌ تُشَدُّ على السهم.

  والسِّلْبُ: خَشَبَةٌ تُجمَع إِلى أَصلِ اللُّؤَمةِ، طَرَفُها في ثَقْبِ اللُّؤَمةِ.

  قال أَبو حنيفة: السًّلْبُ أَطْوَلُ أَداةِ الفِدَّانِ؛ وأَنشد:

  يا لَيْتَ شعْري، هلْ أَتى الحسانا ... أَنَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانا؟

  السِّلْبَ، واللُّؤْمةَ، والعيانا

  ويقال للسَّطْر من النخيل: أُسْلوبٌ.

  وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ، فهو أُسلوبٌ.

  قال: والأُسْلوبُ الطريق، والوجه، والمَذْهَبُ؛ يقال: أَنتم في أُسْلُوبِ سُوءٍ، ويُجمَعُ أَسالِيبَ.

  والأُسْلُوبُ: الطريقُ تأْخذ فيه.

  والأُسْلوبُ، بالضم: الفَنُّ؛ يقال: أَخَذ فلانٌ في أَسالِيبَ من القول أَي أَفانِينَ منه؛ وإِنَّ أَنْفَه لفي أُسْلُوبٍ إِذا كان مُتكبِّراً؛ قال:

  أُنوفُهُمْ، بالفَخْرِ، في أُسْلُوبِ ... وشَعَرُ الأَسْتاه بالجَبوبِ

  يقول: يتكبَّرون وهم أَخِسَّاء، كما يقال: أَنْفٌ في السماءِ واسْتٌ في الماءِ.

  والجَبوبُ: وجه الأَرضِ، ويروى:

  أُنوفُهُمْ، مِلفَخْرِ، في أُسْلُوبِ

  أَراد مِنَ الفَخْرِ، فحَذف النونَ.

  والسَّلَبُ: ضَرْبٌ من الشجر ينبُتُ مُتَناسقاً، ويَطولُ فيُؤخَذُ ويُمَلُّ، ثم يُشَقَّقُ، فتخرجُ منه مُشاقةٌ بيضاءُ كالليفِ، واحدتُه سَلَبةٌ، وهو منْ أَجودِ ما يُتخذ منه الحبال.

  وقيل: السَّلَبُ لِيفُ المُقْلِ، وهو يُؤْتى به من مكة.

  الليث: السَّلَبُ ليفُ المُقْل، وهو أَبيض؛ قال الأَزهري: غَلِطَ الليث فيه؛ وقال أَبو حنيفة: السَّلَبُ نباتٌ ينبتُ أَمثالَ الشَّمَع الذي يُسْتَصْبَحُ به في خِلْقَتِه، إِلَّا أَنه أَعظمُ وأَطولُ، يُتَّخَذ منه الحبالُ على كلّ ضَرب.

  والسَّلَبُ: لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن،