لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء]

صفحة 70 - الجزء 10

  حَنَقاً وحَنِقاً، فهو حَنِقٌ وحَنِيقٌ؛ قال:

  وبعضُهُم على بعضٍ حَنِيقُ

  وقد أَحْنَقه.

  والحنَقُ: الغيْظُ، والجمع حِناقٌ مثل جبَل وجِبال.

  وفي حديث عمر: لا يَصْلُح هذا الأَمْرُ إِلا لمن لا يُحْنِقُ على جِرَّتِه أَي لا يَحْقِدُ على رَعِيَّتِه؛ والحَنَقُ: الغيظُ، والجِرَّةُ: ما يُخرجه البعير من جوفه ويَمْضَغُه.

  والإِحْناقُ: لُحوقُ البطن والتِصاقُه، وأَصل ذلك أَن البعير يَقْذِف بجِرّته، وإِنما وُضع موضع الكَظم من حيث أَنّ الاجْترار يَنْفُخ البطن والكظمُ بخلافه، فيقال: ما يُحْنِق فلان على جِرْة وما يَكْظِم على جِرة إِذا لم يَنطو على حِقد ودَغَل؛ قال ابن الأَعرابي: ولا يقال للرّاعي جِرّة، وجاء عمر بهذا الحديث فضربه مثلًا؛ ومنه حديث أَبي جهل: إِنَّ محمداً نزل يَثْرِبَ وهو حَنِقٌ عليكم؛ وأَحْنقَه غيره، فهو مُحْنَقٌ؛ قالت قُتَيلةُ بنت النضّر بن الحرث⁣(⁣١):

  ما كان ضَرَّك لو مَنَنْتَ، ورُبَّما ... مَنَّ الفَتَى، وهو المَغِيظُ المُحْنَقُ

  وأَحْنقَ الرَّجل إِذا حقَدَ حِقْداً لا يَنْحلُّ.

  قال ابن بري: وقد جاء حَنِيق بمعنى مُحْنَق؛ قال المُفضَّل النكري:

  تَلاقَيْنا بغِينةِ ذِي طُرَيْفٍ ... وبعضُهُم على بعض حنيقُ

  والإِحْناقُ: لزُوقُ البَطْنِ بالصُّلْب؛ قال لبيد:

  بطَلِيح أَسْفارٍ تَركْنَ بَقِيّة ... منها، فأَحنَقَ صُلْبُها وسَنامُها

  والمُحْنِقُ: القليل اللحم، واللاحِقُ مثله.

  أَبو الهيثم: المُحنق الضامر؛ وأنشد:

  قد قالَتِ الأَنْساعُ للبطْنِ الْحَقي ... قِدْماً، فآضَتْ كالفَنِيقِ المُحْنِقِ

  وأَحْنقَ الزَّرْع، فهو مُحْنق إِذا انتشَرَ سَفى سُنْبِله بعدما يُقَنْبِع؛ وقال الأَصمعي في قول ذي الرمة يصف الرّكاب في السَّفَر:

  مَحانِيق تَضْحَى، وهي عُوجٌ كأَنَّها ... حوز... مُستأْجَرات نَوائحُ⁣(⁣٢)

  قال: والمَحانِيقُ الإِبل الضُّمَّر.

  الأَزهري عن ابن الأَعرابي: الحُنُقُ السِّمانُ من الإِبل.

  وأَحْنقَ إِذا سَمِن فجاء بشحم كثير؛ قال الأَزهري: وهذا من الأَضداد.

  وأَحْنَقَ سَنام البعير أَي ضَمُر ودَقَّ.

  ابن سيده: المُحْنِقُ من الإِبل الضامِر من هِياجٍ أَو غَرْثٍ، وحمار مُحنْقِ: ضَمُر من كثرة الضَّراب؛ ومنه قول الراجز:

  كأَنَّني ضَمَّنْتُ هِقْلًا عَوْهَقا ... أَقْتادَ رَحْلي، أَو كُدُوراً مُحْنِقا

  وإِبل مَحانِيقُ: كأنهم توهَّموا واحده مِحْناقاً؛ قال ذو الرُّمة:

  مَحانيق يَنْفُضْنَ الخِدامَ كأَنَّها ... نَعامٌ، وحاديِهنَّ بالخَرْقِ صادِحُ

  أَي رافع صوتَه بالتطْريب، وقيل: الإِحْناق لكل شيء من الخُفّ والحافر.

  والمُحْنِق أَيضاً من الحمير: الضامر اللَّاحِقُ البطن بالظهر لشدة الغَيرة؛ وفي ترجمة


(١) قوله [بنت النضر] في النهاية: أخته اه. والخلاف في كتب السير معروف.

(٢) قوله [لحوز] كذا بالأَصل على هذه الصورة مع بياض بعده، ولم نجد هذا البيت في ديوان ذي الرمة.