لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 76 - الجزء 10

  يَعْرَج وما أَشبهه إلَّا ستة أَحرف⁣(⁣١) فإنها جاءَت على فَعُلَ: الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ... يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، وكذلك أَخواته.

  والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء.

  وقد أَخْرَقْتُه أَي أَدْهَشْته.

  وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش.

  وخَرِق الظَّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر، إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر: وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً:

  وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه ... كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ

  توائمُه في جانِبَيه كأنها ... شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ

  فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد، وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق.

  وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة، من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.

  وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً.

  ابن الأَعرابي: الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض.

  وقال الليث: الخرَقُ شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ.

  قال: وخَرِق الرجل إذا بقي متحِّيراً من هَمّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ.

  والخَرَقِ مصدر الأَخْرق، وهو ضد الرفيق.

  وخَرِقَ يَخْرَقُ خرقاً، فهو أَخْرِقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد خَرِق: لازِقٌ بالأَرض.

  ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد ذلك.

  والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم:

  كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم ... مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا

  ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال:

  أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً ... كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب

  وهو عربي صحيح.

  وفي حديث علي، #، قال: البَرْقُ مخارِيقُ الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكة السحاب.

  وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، ، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا، وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم.

  والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله:

  وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه


(١) قوله [ستة أحرف] بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله [والاسمن] كذا بالأَصل ولعله محرف عن أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.