[فصل الخاء]
  يَعْرَج وما أَشبهه إلَّا ستة أَحرف(١) فإنها جاءَت على فَعُلَ: الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ... يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، وكذلك أَخواته.
  والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء.
  وقد أَخْرَقْتُه أَي أَدْهَشْته.
  وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش.
  وخَرِق الظَّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر، إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر: وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً:
  وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه ... كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ
  توائمُه في جانِبَيه كأنها ... شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ
  فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد، وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق.
  وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة، من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.
  وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً.
  ابن الأَعرابي: الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض.
  وقال الليث: الخرَقُ شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ.
  قال: وخَرِق الرجل إذا بقي متحِّيراً من هَمّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ.
  والخَرَقِ مصدر الأَخْرق، وهو ضد الرفيق.
  وخَرِقَ يَخْرَقُ خرقاً، فهو أَخْرِقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد خَرِق: لازِقٌ بالأَرض.
  ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد ذلك.
  والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم:
  كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم ... مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا
  ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال:
  أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً ... كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب
  وهو عربي صحيح.
  وفي حديث علي، #، قال: البَرْقُ مخارِيقُ الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من نور تَزْجُر به الملائكة السحاب.
  وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، ﷺ، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا، وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم.
  والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله:
  وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه
(١) قوله [ستة أحرف] بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله [والاسمن] كذا بالأَصل ولعله محرف عن أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.