لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء]

صفحة 82 - الجزء 10

  وقد طَلقَتْ ليلةً كلَّها ... فجاءتْ به مُؤدَناً خَنْفَقِيقا

  قال ابن بري: والصواب:

  زحرت بها ليلة كلها

  كما تقدم؛ وقوله: يا حكيم، هُزْء منه أي أَنت الذي تزعم أنك حكيم وتُخطئ هذا الخَطأ، وقوله: أطعت اليمين عِناد الشمال، مثل ضربه، يريد فعلت فِعْلًا أَمكنت به أَعداءنا منّا كما أَعلمتك أَن العرب تأتي أَعداءها من مَيامِنهم؛ يقول: فجِئتنا بداهيةٍ من الأَمر وجئتَ به مُؤْيَداً خنفقياً أَي ناقصاً مُقَصِّراً.

  وخفَقَه بالسيف والسوط والدِّرَّةِ يَخْفُقه ويَخْفِقه خَفْقاً: ضربه بها ضرْباً خفيفاً.

  والمِخْفقةُ: الشيء يضرب به سير أو دِرّة التهذيب: والمِخْفَقَةُ والخَفْقَة، جزم، هو الشيء الذي يضرب نحو سير أو دِرَّة.

  ابن سيده: والمِخفقة سوط من خشب.

  وسيف مِخْفَقٌ: عَرِيض.

  قال الأَزهري: والمِخْفَقُ من أسماء السيف العريض.

  الليث: الخَفْقُ ضربك الشيء بالدِّرَّة أَو بشيء عريض، والمِخْفقة الدرّة التي يضرب بها.

  وفي حديث عمر، ¥: فضربهما بالمِخفقة؛ هي الدرّة.

  وأَخْفقَ الرجلُ: طَلب حاجة فلم يَظْفَر بها كالرجل إذا غزا ولم يغنم، أَو كالصائد إذا رجع ولم يصطد، وطلَب حاجة فأخْفَقَ.

  وروي عن النبي، ، أنه قال: أَيُّما سَرِيّةٍ غَزت فأخْفَقت كان لها أَجرها مرتين؛ قال أبو عبيد: الإِخْفاقُ أن يغزُو فَلا يغنم شيئاً؛ ومنه قول عنترة يصف فرساً له:

  فيُخْفِقُ مرَّةً ويَصِيدُ أُخْرَى ... ويَفْجَع ذا الضَّغائن بالأَرِيب⁣(⁣١)

  يقول: يغزو على هذا الفرس مرة ولا يغنم أُخرى؛ قال أبو عبيد: وكذلك كل طالب حاجة إذا لم يقضها فقد أَخْفق إخفاقاً، وأصل ذلك في الغنيمة.

  قال ابن الأَثير: أصله من الخَفْق التحرُّك أي صادَفَتِ الغنيمةَ خافِقةً غير ثابتة مستقرّة.

  الليث: أَخْفقَ القومُ فنَي زادُهم، وأَخفقَ الرجلُ قلّ ماله.

  والخَفْقُ: صوت النعل وما أشبهها من الأَصوات.

  وفي الحديث ذكر منكر ونكير: إنه لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون عنه، يعني الميتَ يسمع صوت نعالهم على الأَرض إذا مشَوْا.

  ورجل خَفّاقُ القدم عريض باطن القدم، وخَفقَ الأَرضَ بنَعْله وكلُّ ضرب بشيء عريض خَفْقٌ؛ وقوله:

  مُهَفْهَف الكَشْحَينْ خَفّاق القَدَمْ

  قال ابن الأَعرابي: معناه أنه خفيف على الأَرض ليس بثقيل ولا بَطيء، وقيل: خفّاق القدم إذا كان صدر قدميه عريضاً؛ قال أَبو زُغْبةَ الخزرجي:

  قد لَفَّها الليلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ ... خَدَلَّجِ الساقَيْنِ خَفّاق القَدَم

  وقيل: هذا الرجز للحُطَم القَيْسِيّ.

  وامرأَة خَفّاقةُ الحَشَى أَي خمِيصة؛ وقوله:

  ألا يا هَضِيمَ الكَشْحِ خَفّاقة الحَشى ... من الغِيدِ أَعْناقاً أولاكِ العَواتقِ

  إنما عنى بأنها ضامرة البطن خَميصة، وإذا ضَمُرت خَفَقت، والخَفْقةُ: المَفازة المَلْساء ذات الآلِ.

  والخافِقُ: المكان الخالي من الأَنِيس، وقد خَفَقَ إذا خلا؛ قال الراعي:

  عَوَيْتَ عُواء الكلْبِ، لمّا لَقِيتَنا ... بِثَهْلانَ، من خَوْف الفُروجِ الخَوافِق


(١) قوله [ويصيد] في الأَساس: ويفيد، وقوله [ويفجع] ويفجأ. وهو في ديوانه:

فيخفق تارة ويصيد أُخرى ويفجع ذا الضفائن بالأَريب