لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 202 - الجزء 10

  وقال رؤبة:

  فما اشْتَلاها صَفْقَةً في المُنْصَفَق ... حتى تردَّى أَربعٌ في المُنْعَفَق

  وانصَفَقُوا: رجعوا.

  ويقال: صَفَق ماشيتَه يَصْفِقُها صَفْقاً إِذا صرفها.

  والصَّفْقُ والصَّفَقُ: الجانبُ والناحية؛ قال:

  لا يَكْدَحُ الناسُ لهنَّ صَفْقا

  وجاء أَهل ذلك الصَّفَق أَي أَهل ذلك الجانب.

  وصَفْقُ الجبلِ: صَفْحُه وناحِيَتُه؛ قال أَبو صَعْترةَ البَوْلاني:

  وما نُطْفَةٌ في رأْسِ نيقٍ تمنَّعتْ ... بعَنْقاءَ من صَعْب، حَمَتْها صُفُوقُها

  وصَفَقَ عينَه أَي ردَّها وغمضها.

  وصافَقَت الناقةُ: نامت على جانب مرة وعلى جانب أُخرى، فاعَلَتْ من الصفْق الذي هو الجانب.

  وتَصَفَّقَ الرجلُ: تقلَّب وتردد من جانب إِلى جانب؛ قال القطامي:

  وأَبَيْنَ شَيْمَتَهُنَّ أَولَ مَرّةٍ ... وأَبَى تَقَلُّبُ دهرِك المُتَصَفِّقَ

  وتَصَفَّقَتِ الناقة إِذا انقلبت ظهراً لبطن عن المخاض.

  وتَصَفَّقَ فلان للأَمر أَي تعرض له؛ قال رؤبة:

  لَمّا رأَيْتُ الشَّعرَّ قد تَأَلَّقا ... وفِتْنَةً تَرْمي بِمَنْ تَصَفَّقَا،

  هَنَّا وهَنَّا عن قِذافٍ أَخْلَقا

  قال شمر: تصفَّق أَي تعرَّض وتردَّد.

  والمُصَافِقُ من الإِبل: الذي ينام على جنبه مرة وعلى الآخر مرة، وإِذا مخَضَت الناقة صافَقَت؛ قال الشاعر يصف الدجاجة وبيضها:

  وحامِلة حَياً، ولَيْسَتْ بِحيَّةٍ ... إِذا مخَضَتْ يوماً به لم تُصَافِق

  وصَفْقَا العُنُقِ: ناحيتاه.

  وصفقا الفرس: خدّاه.

  وصَفْقُ الجبل: وجهه في أَعلاه.

  وهو فوق الحضيض.

  وصَفَّقَ الشرابَ: مزجَه، فهو مُصَفَّقٌ.

  وصَفَقَه وصَفَّقَه وأَصْفَقَه: حوَّله من إِناء إِلى إِناء لِيَصْفُو؛ قال حسان:

  يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عَلَيْهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

  وقال الأَعشى:

  وشَمول تَحْسَبُ العَيْنُ، إِذا ... صُفِّقَتْ، وَرْدَتَها نَوْرَ الذُّبَحْ

  الفراء: صَفَقْتُ القدحَ وصَفَّقْتُه وأَصْفَقْتُه إِذا مَلأْته.

  والتَّصْفِيقُ: تحويلُ الشراب من دَنٍّ إِلى دَنٍّ في قول الأَصمعي؛ وأَنشد:

  إِذا صُفِّقَتْ بَعْدَ إِزْبادِها

  وصَفَقَت الريحُ الماءَ: ضرَبَتْه فصَفَّتْه، والرِّيحُ تَصْفِقُ الأَشجارَ فتَصْطَفِقُ أَي تضطرب.

  وصَفَّقَت الرِّيحُ الشيء إِذا قَلَبَتْه يميناً وشمالًا وردَّدَتْه.

  يقال: صَفَقَتْه الريحُ وصَفَّقَتْه.

  وصَفَّقَت الريحُ السحابَ إِذا صَرَمَتْه واختلفت عليه؛ قال ابن مقبل:

  وكأَنما اعْتَنَقَتْ صَبِيرَ غَمامةٍ ... بُعْدَى تُصَفِّقُه الرِّياحُ زُلالِ

  قال ابن بري: وهذا البيت في آخر كتاب سيبويه من باب الإِدغام بنصب زُلال، وهو غلط لأَن القصيدة