لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 203 - الجزء 10

  مخفوضة الروي.

  وفي حديث أَبي هريرة: إِذا اصْطَفَقَ الآفاقُ بالبيَاضِ أَي اضطرب وانْتَشَر الضَّوءُ، وهو افْتَعَل من الصَّفْق، كما تقول اضطرب المجلس بالقوم.

  وصِفاقُ البطنِ: الجلدةُ الباطنة التي تلي السواد سوادَ البطن وهو حيث ينقب البيطار من الدابة؛ قال زهير:

  أَمين صَفاة لم يُخَرَّق صِفاقه ... بِمِنْقَبِه، ولم تُقَطَّعْ أَباجِلُه

  والجمع صُفُقٌ، لا يُكسَّر على غير ذلك؛ قال زهير:

  حتى يَؤُوبَ بها عُوجاً مُعَطَّلةً ... تَشْكُو الدَّوابرَ والأَنْساءَ والصُّفُقا

  وبعض يقول: جلد البطن كله صِفاقٌ.

  ابن شميل: الصِّفاقُ ما بين الجلد والمُصْرانِ، ومَراقُّ البطن: صفاقٌ أَجمع ما تحت الجلد نمه إِلى سواد البطن، قال: ومَراقُّ البطن كل ما لم ينحن عليه عظم.

  وقال الأَصمعي: الصِّفاقُ الجلد الأَسْفل الذي دون الجلد الذي يُسْلخ، فإِذا سلخ المَسْك بقي ذلك مُمْسِكَ البطن، وهو الذي إِذا انْشَقَّ كان منه الفَتْقُ.

  وقال أَبو عمرو: الصِّفاقُ ما حول السرّة حيث يَنْقُبُ البَيْطارُ؛ وقال بشر:

  مُذَكَّرة كأَنّ الرَّحْلَ منها ... على ذي عانةٍ، وافي الصِّفاقِ

  وافي الصفاق أَراد أَن ضلوعَه طِوالٌ.

  وقال الأَصمعي في كتاب الفرس: الصِّفاقُ الجلد الأَسفل الذي تحت الجلد الذي عليه الشعر؛ وأَنشد للجعدي:

  لُطِمْنَ بِتُرْسٍ شَديدِ الصِّفاق ... من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَب

  يقول: ذلك الموضع منه كأَنه تُرْس وهو شديد الصِّفاق.

  وفي حديث عمر: أَنه سئل عن امرأَة أَخذَت بأُنْثَيَيْ زَوْجِها فَخَرَقَتِ الجِلْدَ ولم تَخْرِقِ الصِّفاقَ، فقضى بنصف ثلث الدية؛ الصِّفاقُ: جِلدة رقيقة تحت الجلد الأَعلى وفوق اللحم.

  والصَّفَقُ: الأَدِيمُ الجديد يُصَبُّ عليه الماء فيخرج منه ماء أَصفر واسم ذلك الماء الصَّفْقُ والصَّفَقُ.

  والصَّفَقُ، بالتحريك: الماء الذي يُصَبُّ في القربة الجديدة فيحرك فيها فيصفرّ؛ قال ابن بري: شاهده قول أَبي محمد الفقعسي:

  يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرَّى ... نَضْحَ البَدِيعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا

  والمُسَرّى: المُسْتَسِرُّ في البدن.

  ويقال: وردنا ماءَ كأَنَّه صَفَقٌ، وهو أَول ما يُصَبُّ في القربة الجديدة فيخرج الماء أَصفر؛ وصَفَّق القربة: فعل بها ذلك.

  وقال أَبو حنيفة: الصَّفَقُ رِيحُ الدباغ وطعمه.

  وصَفَقَ الكأْسَ وأَصْفَقَها: ملأَها؛ عن اللحياني.

  وصَفَقَ البابَ يَصْفِقْه صَفْقاً وأَصْفَقَه، كلاهما: أَغْلَقَه وردّه مثل بَلَقْتُه وأَبْلَقْتُه؛ قال عدي بن زيد:

  متَّكِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُه ... يسْعَى عليه العبْدُ بالكُوبِ

  قال أَبو منصور: وهما بمعنى الفتح.

  وقال النضر: سَفَقْت الباب وصَفَقْته، قال: وقال أَبو الدقيش صَفَقْت البابَ أَصْفِقُه صَفْقاً إِذا فتحته؛ وتركت بابَه مَصْفوقاً أَي مفتوحاً، قال: والناس يقولون صَفَقْت البَاب وأَصْفَقْته أَي رَدَدْته، قال: وقال أَبو الخطاب يقال هذا كله.

  وباب مَبْلوقٌ أَي مفتوح.

  وروى