لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 212 - الجزء 10

  من إِحيّاء وإِماتَةٍ وبَعْثٍ، قال: ومن قرأَ لتركَبَنَّ أراد لتركَبَنَّ يا محمد طَبَقاً عن طَبَق من أطبْاق السماء؛ قاله أبو علي، وفسَّروا طَبَقاً عن طَبَقِ بمعنى حالًا بعد؛ حال؛ ونظيرُ وقوع عن مَوْقع بعد قول الأَعشى:

  وكابِر تَلَدوُك عن كابر

  أي بعد كابر؛ وقال النابغة:

  بَقيّة قِدْر من قُدُورٍ تُوُورِثَتْ ... لآلِ الجُلاحِ، كابراً بعد كابِرِ

  وفي حديث عمرو بن العاص: إني كنت على أطبْاقٍ ثلاثٍ أي أحْوالٍ، واحدها طَبَق.

  وأَخبر الحسن بأَمْرٍ فقال: إحْدى المُطْبِقات، قال أبو عمرو: يُريد إحْدى الدواهي والشدايد التي تُطْبِقُ عليهم.

  ويقال للسنة الشديدة: المُطْبِقة؛ قال الكميت:

  وأَهْلُ السَّماحَة في المُطْبِقات ... وأَهل السَّكينةِ في المَحْفَلِ

  قال: ويكون المُطْبَق بمعنى المُطْبِق.

  وولدتِ الغنم طَبَقاً وطِبْقاً إِذا نُتِجَ بعضُها بعد بعض، وقال الأُموي: إِذا ولدتِ الغنمُ بعضها بعد بعض قيل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، وولَّدتها طَبَقاً وطَبَقَةً.

  والطَّبَق والطَّبَقة: الفَقْرة حيث كانت، وقيل: هي ما بين الفقرتين، وجمعها طِباق.

  والطَّبَقة: المفصل، والجمع طَبَق، وقيل: الطَّبَق عُظَيْم رَقيق يفصل بين الفَقارَيْن؛ قال الشاعر:

  أَلا ذهبَ الخُداعُ فلا خِداعا ... وأَبْدى السَّيفُ عن طَبَقٍ نُخاعا

  وقيل: الطَّبَق فَقال الصلب أَجمع، وكل فَقار طَبَقة.

  وفي الحديث: وتَبْقى أصْلابُ المنافقين طَبَقاً واحداً.

  قال أبو عبيد: قال الأَصمعي الطَّبَقُ فَقار الظهر، واحدته طَبَقَة واحدة؛ يقول: فصار فَقارُهم كلُّه فَقارةً واحدة فلا يدرون على السجود.

  وفي حديث ابن الزبير: قال لمعاوية وايْمُ الله لئن ملك مَرْوانُ عِنان خيل تنقاد له في عثمان ليَرْكَبَنَّ منك طَبَقاً تخافه، يريد فَقار الظهر، أي ليَرْكبن منك مَرْكباً صعباً وحالًا لا يمكنك تَلافِيها، وقيل: أَراد بالطَّبَق المنازل والمراتب أي ليركبن منك منزلة فوق منزلة في العداوة.

  ويقال: يدُ فلانٍ طَبَقَةٌ واحدة إذا لم تكن منبسطة ذات مفاصل.

  وفي حديث الحجاج: فقال لرجل قُمْ فاضرب عُنُقَ هذا الأَسير فقال: إِن يدي طَبِقَةٌ؛ هي التي لصق عَضُدُها بجنب صاحبه فلا يستطيع أَن يحرّكها.

  وفي حديث عمْران بن حُصَيْن: أَن غلاماً له أَبَقَ فقال لئن قدرت عليه لأَقطعن منه طابَقَاً، قال: يريد عضواً.

  الأَصمعي: كل مفصِل طَبَقٌ، وجمع أَطبْاق، ولذلك قيل للذي يصيب المفصل مُطَبِّقٌ؛ وقال:

  ويَحْمِيكَ بالليِّن الحُسام المُطَبِّق

  وقيل في جمعه طَوابِق.

  قال ثعلب: الطَّابِقُ والطَّابَقُ العضو من أعضاء الإِنسان كاليد والرجل ونحوهما.

  وفي حديث عليّ: إِنما أَمر في السارق بقطع طابِقِه أي يده.

  وفي الحديث: فَخَبَزْتُ خبزاً وشويت طابَقاً من شاة أَي مقدار ما يأْكل منه اثنان أَو ثلاثة.

  والطَّبَقَةُ من الأَرض: شبه المَشارَة، والجمع الطَّبَقات تخرج بين السُّلحَفْاة والهِرْهِرِ⁣(⁣١).

  والمطَبَّقُ من السيوف: الذي يصيب المَفْصِل فيُبينُه


(١) قوله [تخرج بين السلحفاة والهرهر] هكذا هو بالأَصل، ولعل قبله سقطاً تقديره ودويبة تخرج بين السلحفاة الخ أَو نحو ذلك.