لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 229 - الجزء 10

  يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه ... فانْطَلَقَ الوجه ودقَّ الكُشُوحْ

  وفي الحديث: أَفْضلُ الإِيمانِ أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه؛ ومنه الحديث: أَن تَلْقاه بوجه طَلِق.

  وتَطَلَّقَ الشيءَ: سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه.

  أَبو زيد: رجل طَلِيقُ الوجه ذو بِشْرٍ حسن، وطَلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً، ومثله بعير طَلْقُ اليدين غير مقيد، وجمعه أَطلاق.

  الكسائي: رجل طُلُقٌ، وهو الذي ليس عليه شيء.

  ويوم طَلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَلْقٌ أَيضاً وليلة طَلْقةٌ: مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ ولا مطر ولا قُرّ، وقيل: ولا شيء يؤذي، وقيل: هو الليَّن القُرِّ من أَيام طَلْقات، بسكون اللام أَيضاً، وقد طَلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً.

  أَبو عمرو: ليلة طَلْقٌ لا برد فيها؛ قال أَوس:

  خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ ... فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِره

  وليالٍ طَلْقات وطَوالِقُ.

  وقال أَبو الدقيش: وإنها لطَلْقةُ الساعة؛ وقال الراعي:

  فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَلْقةٍ

  يريد يومَ ليلةٍ طَلْقةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح، يريد يومها الذي بعدها، والعرب تبدأُ بالليل قبل اليوم؛ قال الأَزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة:

  لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَلْقةٍ

  قال: والعرب تضيف الاسم إِلى نعته، قال: وزادوا في الطَّلْق الهاء للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية، قال: ويقال ليلةٌ طَلْقٌ وليلة طَلْقةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها، وفي صفة ليلة القدر: ليلةٌ سَمْحةٌ طَلْقةٌ أَي سهلة طيبة.

  يقال: يوم طَلْقٌ وليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ إِذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان، وقيل: ليلة طَلْقٌ وطَلْقةٌ وطالِقة ساكنة مُضِيئة، وقيل: الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد؛ قال كثيِّر:

  يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه ... نَدىً، وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق

  وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَلْقة، وقد غلط لأَن فَعْلة لا تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء.

  ورجل طَلْقُ اللسانِ وطُلُقٌ وطُلَقٌ وطَلِيق: فَصِيح، وقد طَلُق طُلوقةً وطُلوقاً، وفيه أَربع لغات: لسانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ، وطَلِيق ذَلِيق، وطُلُقٌ ذُلُقٌ، وطُلَقٌ ذُلَقٌ؛ ومنه في حديث الرَّحِم: تَكلَّم بلسان طَلْقِ أَي ماضي القول سريع النطق، وهو طَلِيق اللسان وطِلْقٌ وطَلْقٌ، وهو طَلِيقُ الوجه وطَلْقُ الوجه.

  وقال ابن الأَعرابي: لا يقال طُلَقٌ ذُلَقٌ، والكسائي يقولهما، وهو طَلْقُ الكف وطَلِيقُ الكف قريبان من السواء.

  وقال أَبو حاتم: سئل الأَصمعي في طُلَقً أَو طُلَقٍ فقال: لا أَدري لسان طُلُقٍ أَو طُلَق؛ وقال شمر: طَلَّقَت يدُه ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً.

  وقال ابن الأَعرابي: يقال هو طَلِيقٌ وطُلُقٌ وطالِقٌ ومُطْلَقٌ إِذا خُلِّي عنه، قال: والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال وحلُّ العقد، ويكون الإِطلاقُ بمعنى الترك والإِرسال، والطَّلَق الشَّأْوُ، وقد أَطْلَقَ رِجْلَه.

  واسْتَطْلَقَه: استعجله.

  واسْتَطْلَقَ بطنُه: مشى.

  واسْتِطلاقُ البطن: مَشْيُه، وتصغيره تُطَيْلِيق،