[فصل العين المهملة]
  وفي الحديث: خرجب أُم كلثوم بنت عقبة وهي عاتِقٌ قبل هجرتها؛ قال ابن الأَثير: العاتِقُ الشابة أَول ما تُدْرِكُ، وقيل: هي التي لم تَبِنْ من والديها ولم تتزوج وقد أَدركت وشَبَّت، ويجمع على العُتَّقِ، ومنه حديث أُم عطية: أُمِرْنا أَن نخرج في العيدين الحُيَّض والعُتَّق، وفي رواية: العَواتِق؛ يقال: عَتَقَتِ الجارية، فهي عاتِقٌ، مثل حاضَتْ، فهي حائضٌ.
  وكل شيء بلغ إِناه فقد عَتَقَ.
  والعَتيقُ: الكريم الرَّائعُ من كل شيء والخيارُ من كل شيء التمر والماء والبازي والشَّحْم.
  والعِتْقُ: الكَرَمُ؛ يقال: ما أَبْيَنَ العِتْقَ في وجه فلان يعني الكرم.
  والعِتْقُ: الجمال.
  وفرس عَتيقٌ: رائع كريم بَيِّن العِتْقِ، وقد عَتُقَ عَتاقَةً، والاسم العِتْقُ، والجمع العِتاقُ.
  وامرأَة عَتِيقةٌ: جميلة كريمة؛ وقوله:
  هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ، سُرْبِلَتْ ... من الحُسْنِ سِرْبالًا عَتِيقَ البَنائقِ
  يعني حَسَن البنائق جميلها.
  والعُتُقُ: الشجر التي يتخذ منها القسيّ العربية؛ عن أَبي حنيفة، قال: يراد به كَرَمُ القوس لا العِتْق الذي هو القِدَم.
  وقال مُرَّة عن أَبي زياد: العِتْق الشجر التي تعمل منها القِسِيُّ، قال: كذا بلغني عن أَبي زياد والذي نعرفه العُتُق.
  والعَتيقُ: فحل من النخل معروف لا تَنْفُضُ نخلته.
  وعَتيقُ الطير: البازي؛ قال لبيد:
  فانْتَضَلْنا، وابنُ سَلْمى قاعدٌ ... كعَتيقِ الطير يُغْضى ويُجَلّ
  ابن سلمى: النعمان، وإِنما ذكر مقامته مع الربيع بين يدي النعمان.
  ابن الأَعرابي: كلُّ شيء بلغ النهاية في جودةٍ أَو رداءة أَو حسن أَو قبح، فهو عَتيقٌ، وجمعه عَتُقٌ.
  والعاتِقةُ من القوس: مثل العاتِكَةِ، وهي التي قَدُمت واحْمَرّت.
  والعَتيقُ: القديم من كل شيء حتى قالوا رجل عَتيقٌ أَي قديم.
  وفي الحديث: عليكم بالأَمر العَتيقِ أَي القديم الأَول، ويجمع على عِتاقٍ كشريف وشِرافٍ.
  ومنه حديث ابن مسعود: إِنهنَّ من العِتاقِ الأُوَلِوهنِّ من تلادي؛ أَراد بالعِتاقِ الأُولِ السور اللاتي أُنْزِلت أَولًا بمكة وأَنها من أَول ما تعلَّمه من القرآن.
  وقد عَتُقَ عِتْقاً وعَتاقَةً أَي قَدُم وصار عَتيقاً، وكذلك عَتَقَ يَعْتُقُ مثل دَخَل يدخُل، فهو عاتِقٌ، ودنانير عُتُقٌ، وعتَّقْتُه أَنا تَعْتيقاً.
  وفي التنزيل: ولْيَطَّوَّفوا بالبيت العَتيقِ.
  وفي حديث ابن الزبير أَن رسول الله، ﷺ، قال: إِنما سَمَّى الله البيتَا لعَتيقَ لأَن الله أَعْتَقَه من الجبابرة فلم يَظْهر عليه جَبَّار قط، والبيت العَتيقُ بمكة لقدمه لأَنه أَول بيت وضع للناس؛ قال الحسن: هو البيت القديم، دليله قوله تعالى: إن أَول بيت وُضِعَ للناس للَّذِي بِبَكَّة مباركاً؛ وقيل: لأَنه أُعْتِقَ من الغرق أَيام الطوفان، دليله قوله تعالى: وإُذْ بوَّأْنا لإِبراهيم مكان البيت؛ وهذا دليل على أَن البيت رُفِع وبقي مكانُه، وقيل: إِنه أُعْتِقَ من الجبابرة ولم يَدَّعِه منهم أُحد، وقيل: سمي عَتيقاً لأَنه لم يملكه أَحد، والأَول أَولى.
  وقال بعض حُذَّاق اللغويين.
  العِتْقُ للمَوَات كالخمر والتمر، والقِدَمُ للمَوَات والحيوانِ جميعاً.
  وخمر عَتِيقةٌ: قديمة حُبست زماناً في ظرفها؛ فأَما قول الأَعشى:
  وكأَنَّ الخَمْر العَتيقَ من الإِسْفَنْطِ ... مَمْزوجةٌ بماءٍ زُلالٍ