لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 237 - الجزء 10

  فإِنه قد يُوِجَّه على تذكير الخمر، فإِما أَن يكون تذكير الخمر معروفاً.

  وإِما أَن يكون وَجهَّهَا على إِرادة الشراب، ومثله كثير، أَعني الحمل على المعنى، قال أَبو حنيفة: وإِن شئت جعلت فَعيلًا هنا في معنى مفعول كما تقول عينٌ كحيلٌ، فتكون الخمر مؤنثة على اللغة المشهورة.

  ويقال لجَيَّدِ الشراب عاتقٌ، والعاتِقُ: الخمر القديمة؛ قال حسان:

  كالمِسْكِ تَخْلِطُه بماء سَحابةٍ ... أَو عاتِقٍ، كدم الذَّبيحِ مُدَامِ

  وقد عَتَقَت الخمرُ وعَتَّقَها.

  والمُعَتَّقَةُ: من أَسماء الطِّلاء والخمر؛ قال الأَعشى:

  وسَبيئَة مما تُعَتِّقُ بابِلٌ ... كدَمِ الذَّبيحِ سَلَبْتُها جِرْيالَها

  والمُعَتَّقَةُ: الخمر التي عَتِّقَتْ زماناً حتى عَتُقَتْ.

  والعاتِقُ: كالعَتِيقَةِ، وقيل: هي التي لم يَفُضَّ أَحدٌ ختامها كالجارية العاتِقِ، وقيل: هي لم تُفْتَضَّ؛ قال لبيد:

  أُغْلي السِّباءَ بكل أَدْكَنَ عاتِقٍ ... أَو جَونةٍ قُدِحَت وفُضَّ خِتامُها

  وبَكْرَةٌ عَتيقَةٌ إِذا كانت نجيبة كريمة.

  وقال أَعرابي: لا نَعُدُّ البَكْرةَ بَكْرَةً حتى تَسْلم من القَرْحة والعُرَّة، فإِذا منهما فقد عَتُقَتْ وثبتت، ويروى نبتت.

  وعَتُقت: قدُمت؛ وكل ذلك عن ابن الأَعرابي.

  وقال ثعلب: قد عَتَقَتْ، بالفتح، تَعْتِق عِتْقاً أَي نَجَتْ فسبقت.

  وأعْتقها صاحبها أَي أَعجلها وأَنجاها.

  وعَتَق السمن وعَتْق: يعني قَدُم؛ عن اللحياني.

  والعَتيقُ: الماء، وقيل: الطِّلاء والخمر، وقيل: اللبن.

  وعَتَّقَ بِفِيه يُعَتِّقُ إِذا بَزَمَ وعض.

  والعِتْقُ: صلاح المال.

  وعَتَقَ المال عِتْقاً: صلح، وعَتَقَه وأَعْتَقه فَعَتَق: أَصلحه فصلح، وعَتُقَ فلان بعد استعلاج يَعْتُق، فهو عَتيقٌ: رقَّ وصار عَتيقاً، وهو رقة الجلد، أَي رَقَّت بَشَرته بعد الغلظ والجفاء، وعَتَقَ التمر وغيره وعَتُقَ، فهو عَتيقٌ: رقَّ جلده، وعَتُقَ يَعْتُق إِذا صار قديماً.

  وقال أَبو حنيفة: العَتيقُ اسم للتمر عَلَم؛ وأَنشد قول عنترة:

  كَذَب العَتيقُ وماءُ شَنّ باردٌ ... إِن كنتِ سائِلَتي غَبُوقاً فاذهبي

  قيل: إِنه أَراد بالعَتيق التمر الذي قد عَتُق؛ خاطب امرأَته حين عاتبته على إِيثار فرسه بأَلبان إِبله فقال لها: عَلَيك بالتمر والماء البارد وذَرِي اللبن لفرسي الذي أَحميك على ظهره، وقال: هو الماء نفسه؛ وهذه الأَبيات قيل إِنها لعنترة، وقال ابن خالويه: إِنها لخُزَز بن لَوْذَان السدوسي، وهي:

  كَذَب العتيقُ وماء شنّ باردٌ ... إِن كنت سائِلَتي غَبوقاً فاذهبي

  لا تُنْكِري فرسي وما أَطعمْتُه ... فيكونَ لونُكِ مثلَ لون الأَجْرَبِ

  إِني لأَخْشَى أَن تَقول حَليلَتي: ... هذا غُبار ساطعٌ فَتَلَبَّبِ

  إنّ الرجالَ لهُمْ إِليك وسِيلةٌ ... أَن يأْخذوك تَكَحَّلي وتخَضَّبي

  ويكون مَرْكَبُكِ القَلوصَ وظِلَّه ... وابنُ النَّعامَةِ يوم ذلك مَرْكَبي

  قال: والعَتيقُ التمر الشهْريزُ، وجمعه عَتُق.

  والعاتِقُ: ما بين المَنْكب والعُنُقِ، مذكر وقد