لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 289 - الجزء 10

  الليل ظلمته.

  وقوله تعالى: ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ؛ قيل: الغاسِقُ هذا الليل إذا دخل في كل شيء، وقيل القمر إذا دخل في ساهورِه، وقيل إذا خَسَفَ.

  ابن قتيبة: الغاسِقُ القمر سمي به لأَنه يُكْسَفُ فيَغْسِقُ أي يذهب ضوءُه ويسودّ ويُظلم.

  غَسَقَ يَغْسِقُ غُسوقاً إذا أَظلم.

  قال ثعلب: وفي الحديث أن عائشة، ^، قالت: أَخذ رسول الله، ، بيدي لما طلع القمر ونظر إليه فقال: هذا الغاسِقُ إذا وَقَبَ فتعوَّذي بالله من شره أي من شره إذا كُسِفَ.

  وروي عن أَبي هريرة عن النبي، ، في قوله ومن شر غاسِقٍ إذا وَقَبَ، قال: الثُّرَيّا؛ وقال الزجاج: يعني به الليل، وقيل لِلَّيل غاسِقٌ، والله أعلم، لأَنه أَبرد من النهار.

  والغاسِق: البارد.

  غيره: غَسَقُ الليل حين يُطَخْطِخُ بين العشاءين.

  ابن شميل: غَسَقُ الليل دخول أَوَّله؛ يقال: أَتيته حين غَسَق الليل أي حين يختلط ويعتكر ويسدّ المَناظرَ، يغْسِقُ غَسْقاً.

  وفي الحديث: فجاء رسول الله، ، بعدما أَغْسَقَ أي دخل في الغَسَق وهي ظلمة الليل.

  وفي حديث أبي بكر: أَنه أَمر عامر بن فُهَيْرة وهما في الغار أَن يُرَوِّح عليهما غنمه مُغْسِقاً.

  وفي حديث عمر: لا تفطروا حتى يَغْسِق الليل على الظِّراب أي حتى يغشى الليل بظلمته الجبال الصغار.

  والغاسِقُ: الليل؛ إذا غاب الشفق أَقبل الغَسَقُ.

  وروي عن الحسن أَنه قال: الغاسِقُ أَول الليل.

  والغَسَّاقُ: كالغاسِقِ وكلاهما صفة غالبة؛ وقول أبي صخر الهذلي:

  هِجانٌ فَلا في الكَوْنِ شَامٌ يَشِينُه ... ولا مَهَقٌ يَغْشى الغَسِيقاتِ مُغْرَبُ

  قال السكري: الغَسِيقاتُ الشديدات الحمرة.

  والغَسَّاق: ما يَغْسِقُ ويسيل من جلود أَهل النار وصديدهم من قيح ونحوه.

  وفي التنزيل: هذا فليذوقوه حَميم وغَساقٌ، وقد قرأَه أَبو عمرو بالتخفيف، وقرأَه الكسائي بالتشديد، ثقلها يحيى بن وَثَّاب وعامة أَصحاب عبد الله، وخففها الناس بعد، واختار أَبو حاتم غَساق، بتخفيف السين، وقرأَ حفص وحمزة والكسائي وغَسَّاق مشدَّدة، ومثله في عَمَّ يتساءلون، وقرأَ الباقون وغَسَاقاً، خفيفاً في السورتين، وروي عن ابن عباس وابن مسعود أَنهما قرآ غَسّاق، وبالتشديد، وفسَّراه الزَّمْهَرِير.

  وفي الحديث عن أبي سعيد عن النبي، ، قال: لو أن دَلْواً من غَساق يُهَراقُ في الدنيا لأَنْتَنَ أَهل الدنيا؛ الغَساق، بالتخفيف والتشديد: ما يسيل من صَدِيد أَهل النا وغُسالتهم، وقيل: ما يسيل من دموعهم، وقيل: الغَسَاق والغَسَّاق المنتن البارد الشديد البرد الذي يُحْرِقُ من برده كإحراق الحميم، وقيل: البارد فقط؛ قال الفراء: رُفِعَت الحَمِيمُ والغَسَّاقُ بهذا مقدَّماً ومؤخراً، والمعنى هذا حَميم وغَسَّاق فليذوقوه.

  الفراء: الغَسَق من قُماشِ الطَّعام.

  ويقال: في الطَّعام زَوَانٌ وزُوَانٌ وزُؤَانٌ، بالهمز، وفيه غَسَقٌ وغَفاً، مقصور، وكَعابِير ومُرَيْراء وقَصَلٌ كلُّه من قُماش الطَّعام.

  غفق: الغَفْقُ: الضرب بالسوط والعصا والدِّرَّةِ، غَفَقَه يغْفِقُه غَفْقاً: ضربه، والغفقة: المَرَّة منه، وقد جاء: عَفَقَه، بالعين المهملة؛ وروي عن إياس بن سلمة عن أَبيه قال: مَرَّ بي عمر بن الخطاب، ¥، وأنا قاعد في السوق وهو مارّ لحاجة له معه