لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 357 - الجزء 10

  يقال في الغراب نَعَق ويجوز نَعَبَ، قال: وهذا هو الصحيح، وحكى ابن كيسان نَعَقَ الغراب بعين مهملة، واستعار بعضهم النَّعيقَ في الأَرانب؛ أَنشد يعقوب:

  والسُّعْسُعُ الأَطْلَسُ في حَلْقِه ... عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ في اللِّهْزِمِ

  أراد تَنْعِقُ.

  والناعِقانِ: كويكبان من كواكب الجوزاء وهما أَضوأُ كوكبين فيها؛ يقال: أَحدهما رِجْلها اليسرى، والآخر مَنْكِبُها الأَيمن، وهو الذي يسمى الهَنْعَةَ.

  والناعِقاءُ: جُحْر اليَرْبوع يقف عليه يستمع الأَصوات، والمعروف عن كراع العانِقاءُ.

  نغق: نَغَقَ الغرابُ يَنْغِقُ ويَنْغَقُ نَغِيقاً ونُغاقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني: صاح غِيقْ غِيقْ، وقيل نَغَق بخير ونَعَبَ ببَيْنٍ؛ قال الشاعر:

  وازْجُروا الطَّيْرَ، فإنْ مَرَّ بكمُ ... ناغِقٌ يَهْوِي، فقولوا: سَنَحا

  وقد ذكر الفَرْقُ بين النَّغِيقِ والنعِيب في موضعه.

  والنَّغِيقُ: صوت يخرج من قُنْبِ الدابة وهو وِعاء جُرْدَانِه.

  وناقة نَغِيقَةٌ: وهي التي تَبْغِمُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي مَرَّةً بعد مَرَّةٍ.

  وفي الصحاح: ناقة نَغِيقٌ، وقد نَغَقَت الناقة نَغِيقاً إذا بَغَمَتْ؛ قال حميد:

  وأَظْمَى كقَلْبِ السوذقاني نازَعَتْ ... بِكَفَّيَّ، فَتْلاءُ الذِّراعِ نَغُوقُ

  أَي بَغُوم.

  أَراد بالأَظْمَى الزمام الأَسود.

  وإبل ظُمْيٌ أَي سود.

  نغبق: التهذيب في الرباعي: النَّغْبقة الصوت الذي يُسْمع من بطن الدابة، وهو الوُعاق.

  قال الأَصمعي: النَّغْبَقة صوت جُرْدَانه إذا تَقَلْقل في قُنْبِه؛ قال أَبو عمرو: هي النُغْبُوقة؛ وأَنشد:

  عَلَقْتُه غَرَزاً وماءً بارداً ... شَهْرَيْ ربيعٍ، واغْتَبَقْتُ غَبُوقَه

  حتى إذا دفع الجِيادُ دَفَعْتُه ... وسط الجِيادِ، ولاسْتِه نُغْبُوقَه

  نفق: نَفَقَ الفرسُ والدابةُ وسائر البهائم يَنْفُقُ نُفُوقاً: مات؛ قال ابن بري أَنشد ثعلب:

  فما أَشْياءُ نَشْرِيها بمالٍ ... فإن نَفَقَتْ فأَكْسَد ما تكونُ

  وفي حديث ابن عباس: والجَزور نافقة أَي ميتة من نَفَقت الدابة إذا ماتت؛ وقال الشاعر:

  نَفَقَ البغلُ وأَوْدَى سَرْجه ... في سبيل الله سَرْجي وبَغَلْ

  وأورده ابن بري: سرجي والبَغَلْ.

  ونَفَقَ البيع نَفَاقاً: راج.

  ونَفَقت السِّلْعة تَنْفُق نَفاقاً، بالفتح: غَلَتْ ورغب فيها، وأَنْفَقَها هو ونَفَّقها.

  وفي الحديث: المُنَفِّق سلْعته بالحلف الكاذب؛ المُنَفِّقُ، بالتشديد: من النَّفَاق وهو ضد الكَسَاد؛ ومنه الحديث: اليمين الكاذبة مَنْفَقَة للسِّلْعة مَمْحَقة للبركة أي هي مَظِنة لنفَاقها وموضع له.

  وفي الحديث عن ابن عباس: لا يُنَفِّقْ بعضُكم بعضاً أَي لا يقصد أَن يُنَفِّقَ سِلْعته على جهة النَّجْش، فإنه بزيادته فيها يرغب السامع فيكون قوله سبباً لابتياعها ومُنفِّقاً لها.

  ونعفَقَ الدرهم يَنْفُق نَفَاقاً: كذلك؛ هذه عن اللحياني كأَن الدرهم قَلَّ فرغب فيه.

  وأَنْفَقَ القوم: نَفَقت سوقهم.

  ونَفَق مالُه ودرهمه