لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 358 - الجزء 10

  وطعامه نَفْقاً ونَفاقاً، كلاهما: نقص وقلّ، وقيل فني وذهب.

  وأَنْفَقُوا: نَفَقت أَموالهم.

  وأَنفَقَ الرجل إذا افتقر؛ ومنه قوله تعالى: إذاً لأَمسكتم خشية الإِنْفَاقِ؛ أَي خشية الفناء والنَّفَاد.

  وأَنْفَقَ المال: صرفه.

  وفي التنزيل: وإذا قيل لهم أَنْفِقُوا مما رزقكم الله؛ أَي أَنفقوا في سبيل الله وأَطعموا وتصدقوا.

  واسْتَنْفَقه: أَذهبه.

  والنَّفقة: ما أُنِفق، والجمع نِفاق.

  حكى اللحياني: نَفِدت نِفاقُ القوم ونفَقَاتهم، بالكسر، إذا نفدت وفنيت.

  والنِّفاقُ، بالكسر: جمع النَّفَقة من الدراهم، ونَفِقَ الزاد يَنْفَقُ نَفَقاً أي نفد، وقد أَنفَقت الدراهم من النَّفقة.

  ورجل مِنْفاقٌ أي كثير النَّفَقة.

  والنَّفَقة: ما أَنفَقْت، واستنفقت على العيال وعلى نفسك.

  التهذيب: الليث نَفَقَ السعر⁣(⁣١).

  يَنْفُق نُفُوقاً إذا كثر مشتروه، وأَنْفَقَ الرجل إنْفاقاً إذا وجد نَفاقاً لمتاعه.

  وفي مثل من أَمثالهم: من باع عِرْضه أَنْفَقَ أَي من شاتم الناس شُتِمَ، ومعناه أَنه يجد نَفاقاً بعِرْضه ينال منه؛ ومنه قول كعب بن زهير:

  أبِيتُ ولا أَهجُو الصديقَ، ومن يَبِعْ ... بعِرْض أَبيه في المَعاشِرِ يُنْفِقِ

  أَي يجد نَفاقاً، والباء مقحمة في قوله بعِرض أَبيه.

  ونَفَقَت الأَيّم تَنْفُق نَفاقاً إذا كثر خُطَّابها.

  وفي حديث عمر: من حَظَّ المَرْء نَفاق أَيّمه أَي من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأَخواته ولا يَكْسَدْنَ كَساد السِّلَع التي لا تَنْفُق.

  والنَّفِقُ: السريع الانقطاعِ من كل شيء، يقال: سير نَفِقٌ أي منقطع؛ قال لبيد:

  شَدّاً ومَرْفوعاً بقُرْبِ مثله ... للوِرْدِ، لا نَفِق ولا مَسْؤُوم

  أَي عَدْو غير منقطع.

  وفرس نَفِقُ الجَرْي إذا كان سريع انقطاع الجري: قال علقمة بن عبدة يصف ظليماً:

  فلا تَزَيُّده في مشيه نَفِقٌ ... ولا الزَّفيف دُوَيْن الشّدِّ مَسْؤُوم

  والنَّفَقُ: سَرَبٌ في الأَرض مشتق إلى موضع آخر، وفي التهذيب: له مَخْلَصٌ إلى مكان اخر.

  وفي المثل: ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره.

  وفي التنزيل: فإن استطعت أَن تبتغي نَفَقاً في الأَرض، والجمع أَنْفَاق؛ واستعاره امرؤ القيس لجِحَرة الفِئَرة فقال يصف فرساً:

  خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنما ... خَفاهنَّ ودْقٌ من عَشِيّ مُجَلِّبِ

  والنُّفَقةُ والنَّافِقاء: جُحْر الضَّبّ واليَرْبوع، وقيل: النُّفقةُ والنافِقاء موضع يرققه اليربوع من جُحره، فإذا أُتِيَ من قبل القاصِعاء ضرب النافِقاء برأْسه فخرج.

  ونَفِقَ اليربوع ونَفَق وانْتَفَقَ ونَفَّق: خرج منه.

  وتَنَفَّقَه الحارِشُ وانْتَفقه: استخرجه من نافِقائه؛ واستعاره بعضهم للشيطان فقال:

  إذا الشيطانُ قَصَّعَ في قَفاها ... تَنَفَّقْناه بالحَبْل التُّؤام

  أَي استخرجناه استخراج الضَّبّ من نافِقائه.

  وأَنْفَقَ الضَّبّ واليربوع إذا لم يَرْفُق به حتى ينْتَفِقَ ويذهب.

  ابن الأَعرابي: قُصَعَةُ اليربوع أَن يحفر حفيرة ثم يسد بابها بترابها، ويسمى ذلك التراب الدَّامّاء، ثم يحفر حفراً آخر يقال له النافِقاء والنُّفَقَة والنَّفَق فلا ينفذها،


(١) قوله [السعر] كذا هو في الأَصل ولعله الشيء.