لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 376 - الجزء 10

  وفي المثل: إن الرِّقِين تُعَفِّي على أَفْنِ الأَفِينِ.

  وقال ثعلب: وِجْدانُ الرِّقِين يغطي أَفْن الأَفِينِ؛ قيل: معناه أَن المال يغطي العيوب؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  فلا تَلْحَيا الدنيا إليَّ، فإنني ... أَرى ورق الدُّنْيا تَسُلُّ السَّخائما

  ويا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه ... نَفَى عنه وِجْدان الرِّقين العَزائما

  يقول: يَنْفِي عنه كثرةُ المال عزائمَ الناس فيه أَنه أَحمق مجنون.

  قال الأَزهري: لا تَلْحَيا لا تذمَّا.

  والمُلْتاث: الأَحمق.

  قال ابن بري: والشعر لثمامة السَّدوسي.

  ورجل مُورقٌ ووَرَّاق: صاحب وَرَقٍ؛ قال:

  يا رُبَّ بَيْضاءَ من العِرَاقِ ... تأْكل من كِيس امْرئٍ وَرَّاقِ

  قال ابن الأَعرابي: أَي كثير الوَرَقِ والمالِ.

  الجوهري: رجل وَرَّاق كثير الدراهم.

  اللحياني: يقال إن تَتْجُرْ فإنه مَوْرَقةٌ لمالك أي مُكَثِّره.

  ويقال: أَوْرَق الرجل كثر ماله.

  ويقال: أَوْرَقَ الحابلُ يُورِقُ إيراقاً، فهو مورق إذا لم يقع في حِبالته صيد، وكذلك الغازي إذا لم يَغْنَم فهو مُورِقٌ ومُخْفِقٌ، وأَوْرَق الصائد إذا لم يَصِدْ.

  وأَوْرَق الطالب إذا لم يَنَلْ.

  ابن سيده: وأَوْرَقَ الصائد أَخطأَ وخاب؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  إذا كَحَلْنَ عيوناً غيرَ مُورِقةٍ ... رَيَّشْنَ نَبْلًا لأَصحاب الصِّبَا صُيُدا

  يعني غير خائة.

  وأَورَقَ الغازِي: أَخْفَقَ وغَنِمَ، وهو من الأَضداد؛ قال:

  ألم تَرَ أَنَّ الحَرْب تُعْوِجُ أَهْلَها ... مِراراً، وأحياناً تُفِيدُ وتورقُ؟

  والأَوْرَقُ من الإِبل: الذي في لونه بياض إلى سواد.

  والوُرْقَةُ: سواد في غُبْرة، وقيل: سواد وبياض كدخان الرِّمْثِ يكون ذلك في أَنواع البهائم وأَكثر ذلك في الإِبل.

  قال أَبو عبيد: الأَوْرَقُ أطيب الإِبل لحماً وأَقلها شدةً على العمل والسير، وليس بمحمود عندهم في عمله وسيره، قال.

  وقد يكون في الإِنسان؛ قال:

  أَيّامَ أَدعو بأَبِي زِياد ... أَوْرَقَ بَوَّالًا على البِساط

  أَراد أَيام أدعو بدعائي أبا زياد رجلًا بَوَّالًا، قال وهذا كقولهم لئن لقيت فلاناً لتلقيّن منه الأَسد، وقد ايرَقَّ⁣(⁣١).

  واوْرَاقَّ وهو أَوْرَقُ.

  الأَصمعي: إذا كان البعير أَسود يخالط سواده بياض كدخان الرِّمْثِ فتلك الوُرْقَةُ، فإن اشتدَّتُ وُرْقَته حتى يذهب البياض الذي فيه فهو أَدْهَمُ.

  ابن الأَعرابي: قال أَبو نصر النعامي: هَجِّرْ بحَمْراء وأَسْرِ بوَرْقاء وصَبِّح القوم على صهباء؛ قيل له: ولِمَ ذلك؛ قال: لأَن الحَمْراءَ أصبر على الهواجر، والوَرْقاءَ أصبر على طول السُّرَى، والصَّهِباء أَشهر وأَحسن حين يُنْظَرُ إليها، ومن ذلك قيل للرماد أوْرَقُ، وللحَمامة والذِّئْبة وَرْقاءُ؛ وقوله، : إن جاءَت به أَوْرَقَ جُمَاليّاً؛ فإنما عنى، ، الأُدمة فاستعار لها اسم الوُرْقة، وكذلك استعار جُمَاليّاً وإنما الجُمالية للناقة، ورواه أَهل الحديث جَمَاليّاً، من الجَمال، وليس بشيء.


(١) قوله [وقد ايرق] كذا هو بالأصل بدون ألف لينة بين الهاء والقاف.