لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 380 - الجزء 10

  وما جمع من الجبال والبحار والأَشجار كأنه جمعها بأَن طلع عليها كلِّها، فإذا جَلَّلَ الليلُ الجبال والأَشجار والبحار والأَرض فاجتمعت له فقد وَسَقَها.

  أَبو عمرو: القمر والوَبَّاص والطَّوْس والمُتَّسِق والجَلَمُ والزِّبْرقان والسِّنِمَّارُ.

  ووَسَقْت الشيءَ: جمعته وحملته.

  والوَسْق: ضم الشيء إلى الشيء.

  وفي حديث أُحُد: اسْتَوسِقُوا كما يَسْتَوْسِق جُرْبُ الغنم أَي استجمعوا وانضموا، والحديث الآخر: أَن رجلًا كان يَجوز المسلمين ويقول اسْتَوسِقُوا.

  وفي حديث النجاشي: واسْتَوْسَقَ عليه أَمْرُ الحَبَشة أَي اجتمعوا على طاعته واستقر الملك فيه.

  والوَسْقُ: الطرد؛ ومنه سميت الوَسِيقةُ، وهي من الإِبل كالرُّفْقة من الناس، فإذا سُرِقَتْ طُرِدت معاً؛ قال الأَسود بن يَعْفُر:

  كَذَبْت عَلَيْكَ لا تزال تَقُوفُني ... كما قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائفُ

  وقوله كذبت عليك هو إغراء أَي عليك بي، وقوله تقوفني أَي تَقُضُّني وتتبع آثاري، والوَسِيقُ: الطَّرْد؛ قال:

  قَرَّبها، ولم تَكَدْ تُقَرَّب ... من آل نَسْيان، وَسِيقٌ أَجدب

  ووَسَق الإِبلَ فاسْتَوْسقت أَي طردها فأَطاعت؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  إنَّ لنا لإِبلًا نَقانِقا ... مُسْتَوسْقاتٍ، لو تجدْنَ سائقا

  أَراد مثل النَّقانِق وهي الظِّلْمانُ، شبهها بها في سرعتها.

  واسْتَوْسَقت الإِبل: اجتمعت؛ وأَنشد للعجاج:

  إنَّ لنا قلائصاً حقَائقا ... مُسْتَوْسقات، لو تجدْنَ سائقا

  وأَوْسَقْتُ البعير: حَمّلته حمْله ووَسَقَ الإِبل: طردها وجمعها؛ وأَنشد:

  يوماً تَرانا صالحينَ، وتارةً ... تَقومُ بنا كالوِاسِقِ المُتَلَبِّبِ

  واسْتَوْسَقَ لك الأَمرُ إذا أَمكنك.

  واتَّسَقت الإِبل واسْتَوْسقَت: اجتمعت.

  ويقال: واسَقْتُ فلاناً مُوَاسقةً إذا عارضته فكنت مثله ولم تكن دونه؛ وقال جندل:

  فلسْتَ، إنْ جارَيْتني، مُوَاسِقِي ... ولسْتَ، إن فَرَرْتَ مِنِّي، سابِقي

  والوِساقُ والمُوَاسقة: المُنَاهدة؛ قال عدي:

  ونَدَامَى لا يَبْخَلُون بما نالوا ... ولا يُعْسِرون عند الوِساقِ

  والوَسِيقةُ من الإِبل والحمير: كالرُّفْقة من الناس، وقد وَسَقها وُسُوقاً، وقيل: كل ما جُمِع فقد وُسِقَ.

  ووَسِيقه الحمار: عانته.

  وتقول العرب: إن الليل لطويل ولا أَسِقُ بالَه ولا أَسِقْه بالًا، بالرفع والجزم، من قولك وَسَق إذا جَمَع أَي وُكِلت بجمع الهموم فيه.

  وقال اللحياني: معناه لا يجتمع له أمره، قال: وهو دعاء.

  وفي التهذيب: إن الليل لطويل ولا تَسِقْ جزم على الدعاء، ومثله: إن الليل طويل ولا يَطُلْ إلا بخير أَي لا طال إلا بخير.

  الأَصمعي: يقال للطائر الذي يُصَفِّقُ بجناحيه إذا طار: