لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 417 - الجزء 10

  ولأَستمِيلَنَّهم.

  واحْتَنَك فلان ما عند فلان أَي أَخذه كله.

  وفي حديث خزيمة: والعِضاه مُسْتَحْنِكاً أَي منقلعاً من أَصله؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية.

  قال ابن سيده: واحْتَنَكَ الرجل أَخذ ماله كأَنه أَكله بالحَنَك؛ ثعلب أَن الأَعرابي أَنشده لزياد بن سيار الفزاري:

  فإن كنتَ تُشْكى بالجِماع، ابنَ جَعْفَرٍ ... فإنَّ لَديْنا ملجِمِينَ وحانِك⁣(⁣١)

  قال: تُشْكى تُزَنّ، وحانك: من يدقّ حَنَكه باللجام.

  وحَنَكُ الغرابِ: مِنقاره.

  وأَسود كحَنَك الغرابِ: يعني منقاره، وقيل سواده، وقيل نونه بدل من لام حَلَك، وقد تقدم.

  وأَسود حانِكٌ وحالِكٌ: شديد السواد؛ قال الجوهري: الحَنَك المِنقار، والحَنَك ما تحت الذقن من الإِنسان وغيره.

  قال ابن بري: حكى ابن حمزة عن ابن دريد أَنه أَنكر قولهم أَسودُ من حَنَك الغرابِ؛ قال أَبو حاتم: سأَلت أُم الهيثم فقلت لها أَسود ممَّاذا؟ قالت: من حَلَك الغراب لَحْيَيْه وما حولهما ومنقاره وليس بشيء، وقال قوم: النون بدل من اللام وليس بشيء أَيضاً.

  والتَّحَنُّك: التَّلَحِّي، وهو أَن تدير العمامة من تحت الحَنَك.

  والحُنْكةُ: السِّنّ والتجربة والبصر بالأُمور.

  وحَنَكَتْه التّجارِبُ والسِّنّ حَنْكاً وحَنكاً وأَحْنَكَتْه وحَنَّكَتْه واحْتَنَكَتْه: هَذَّبته، وقيل ذلك أَوان نبات سن العقل، والإِسم الحُنْكة والحُنْك والحِنْك.

  الأَزهري عن الليث: حَنّكَته السِّنُّ إذا نبت أَسنانه التي تسمى أَسنان العقل، وحَنّكتْه السنُّ إذا أَحكمتْه التجارِبُ والأُمور، فهو مْحَنَّك ومُحْنَك.

  ابن الأَعرابي: جَرَّذَه الدهرُ ودَلَكَه ووَعَسَه وحَنَّكه وعَرَكه ونَجَّذَه بمعنى واحد.

  وقال الليث: يقولون هم أَهل الحُنْك والحِنْك والحُنْكة أَي أَهل السن والتجارِبِ.

  واحْتَنك الرجلُ أي استحكم.

  وفي حديث طلحة: أَنه قال لعمر، ®: قد حَنَّكَتْك الأُمور أَي راضتك وهذبتك، يقال بالتخفيف والتشديد، وأَصله من حَنَكَ الفَرس يَحْنُكه إذا جعل في حَنَكه الأَسفل حبلًا يقوده به.

  ورجل مُحْتَنَك وحَنيك: مُجَرَّب كأَنه على حُنِّك، وإِن لم يستعمل.

  وحَنَكْتُ الشيءَ: فهمته وأَحكمته.

  الفراء: رجل حُنُك وامرأَة حُنُكة إذا كانا لبيبين عاقلين.

  وقال الليث: رجل مُحَنَّك وهو الذي لا يُسْتَقَلّ منه شيء مما قد عضته الأُمور.

  والمُحْتَنَك: الرجل المتناهي عقله وسنه.

  ابن الأَعرابي: الحُنُك العقلاء جمع حَنِيك.

  يقال: رجل مَحْنوك وحَنِيك ومُحْتَنَك ومُحَنَّك إذا كان عاقلًا.

  والحَنيك: الشيخ؛ عن ابن الأَعرابي، وهو قريب من الأَول؛ وأَنشد:

  وهَبْتُه من سَلْفَعٍ أَفُوكِ ... ومن هِبِلّ قد عَسا حَنِيك،

  يَحْمِلُ رأساً مثل رأْس الديكِ

  وقد احْتَنَكت السنُّ نفسها.

  ويقال: أَحْنَكَهُم عن هذا الأَمر إِحناكاً وأَحكمهم أَي ردهم.

  والحَنَكَةُ الرَّابِيةُ المشرفة من القُفّ.

  يقال: أَشرف على هاتِيك الحنَكة وهي نحو الفَلَكَةِ في الغلظ.

  وقال أَبو خيرة: الحَنَكُ آكامٌ صغار مرتفعة كرفعة الدار المرتفعة، وفي حجارتها رخاوة وبياض كالكَذَّان.

  وقال النضر: الحَنَكة تَلٍّ غليظ وطوله في السماء على وجه الأَرض مثل طول الرَّزْن، وهما شيء واحد.

  والحُنْكة والحِناك: الخشبة التي تضم الغَراضِيف، وقيل: هي القِدَّةُ التي تضم غراضيف الرحْل.

  قال الأَزهري: الحُنُك خشب الرحل جمع حِناك.


(١) قوله [وحانك] هكذ في الأَصل.