لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 439 - الجزء 10

  سدك: سَدِكَ به، بالكسر، سَدْكاً وسَدَكاً، فهو سَدِكٌ ولَكِيَ به لَكىً: لزمه.

  والسَّدِكُ: المُولَعُ بالشيء، طائية؛ قال بعض محرِّمي الخمر على نفسه في الجاهلية:

  ووَزَّعْتُ القِداحَ، وقد أَراني ... بها سَدِكاً، وإن كانَتْ حَراما

  أَراد بالقداح هنا جمع القَدَح المشروب به.

  ورجل سَدِكٌ: خفيف اليدين في العمل.

  ورجل سَدكٌ بالرُّمح: طَعَّان به رَفيف سريع.

  قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّاً يقول سَدَّك فلانٌ جِلالَ التمر تَسْديكاً إذا نَضَّدَ بعضَها فوق بعض، فهي مُسَدَّكة.

  سرك: السَّرْوَكَةُ: رداءة المشيء وإبطاء فيه من عَجَف أَو إعياء، وقد سَرْوَكَ.

  ابن الأَعرابي: سَرِكَ الرجلُ إذا ضعف بدنه بعد قوَّة.

  ابن السكيت: تَسارَكْتُ في المشي وتَسَرْوَكْتُ وسَرْوَكْتُ، وهما رداءة المشي من عَجَفٍ وإعياء.

  سفك: السَّفْكُ: صَبُّ الدم ونَثْرُ الكلام.

  وسَفَك الدمَ والدمعَ يَسْفِكُه سَفْكاً، فهو مَسْفوك وسَفِيك: صبه وهَراقَه، وكأَنه بالدم أَخص.

  وفي الحديث: أَن يَسْفكُوا دماءَهم؛ السَّفْك: الإِراقة والإِجراء لكل مائع، وقد انْسَفَك؛ ورجل سَفَّاك للدماء سَفَّاك للكلام.

  والسَّفَّاك: السَّفَّاح وهو القادر على الكلام.

  وسَفَكَ الكلام يَسْفِكه سَفْكاً: نَثَره.

  ورجل مِسْفَكَ: كثير الكلام.

  وخطيب سَفَّاك: بليغ كَسهَّاك؛ كلاهما عن كراع.

  ورجل سَفَّاك بالكلام وسَفْوك: كذَّاب.

  والسُّفْكَة: ما يُقَدَّم إلى الضيف مثل اللُّمْجة، يقال: سَفِّكُوه ولَمَّجُوه.

  ومن أسماء النفس: السَّفُوك والجائشة والطَّموح.

  سكك: السَّكَكُ: الصَّمَمُ، وقيل: السَّكَك صِغَر الأُذن ولزوقها بالرأْس وقِلَة إشرافها، وقيل: قِصَرها ولصوقها بالخُشَشاء، وقيل: هو صِغر فوق الأُذن وضيقُ الصِّماخ، وقد وصف به الصَّمَمُ، يكون ذلك في الآدميين وغيرهم، وقد سَكَّ سَكَكاً وهو أَسَكُّ؛ قال الراجز:

  ليلةُ حَكّ ليس فيها شَكُّ ... أَحُكُ حتى ساعِدي مُنْفَكُّ،

  أَسْهَرَنِي الأَسَيْوِدُ الأَسَكُّ

  يعني البراغيث، وأَفرده على إرادة الجنس.

  والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلك القطا؛ ابن الأَعرابي: يقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها، وسَكَّاءُ لأَنه لا أُذن لها، وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ؛ وأَنشد:

  حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً ... للماء في النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ

  وقوله:

  إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ ... مثلُ النِّعامِ، والنعامُ صُكُّ

  سُكٌّ أَي صُمُّ.

  الليث: يقال ظليم أَسَكُّ لأَنه لا يسمع؛ قال زهير:

  أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى ... له بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ⁣(⁣١)

  واسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ.

  ويقال: ما اسْتَكَّ في مَسامِعي مثلُه أَي ما دَخَلَ.

  وما سَكَّ سَمْعي مثلُ ذلك الكلام أَي ما دَخَلَ.

  وأُذن سَكَّاء أي صغيرة.

  وحكى ابن الأَعرابي: رجل سُكاكة لصغير الأُذن، قال: والمعروف أَسَكّ.

  ابن سيده: والسُّكاكة الصغير الأَذنين؛ أَنشد ابن الأَعرابي:


(١) وروي في ديوان زهير: أصكّ بدل أسكُّ.