لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 440 - الجزء 10

  يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ ... سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ

  ويقال: كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وكل شَرْفاء تَلِدُ، فالسَّكَّاء: التي لا أُذن لها، والشَّرْفاء: التي لها أُذن وإن كانت مشقوقة.

  ويقال: سَكَّة يَسُكَّه إذا اصطَلم أُذنيه.

  وفي الحديث: أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَّ أَي مُصْطَلِم الأُذنين مقطوعهما.

  واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وضاقت؛ ومنه قول النابغة الذبياني:

  أَتاني، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني ... وتِلْكَ التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ

  وقال عَبيدُ بن الأَبرص:

  دَعا معَاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم ... يا لَهْفَ نفْسيَ، لو يَدْعُو بني أَسَدِ

  وفي حديث الخُدْرِي: أنه وضَع يديه على أُذنيه وقال اسْتَكَّتا إن لم أَكن سمعت النبي، ، يقول: الذهبُ بالذهب، أَي صَمَّتا.

  والاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ وذهاب السمع.

  وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكَّاً فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ.

  وطريق سُكُّ: ضَيِّق مُنْسَدّ؛ عن اللحياني.

  وبئر سَكٌّ وسُكُّ: ضيقة الخرق، وقيل: الضيقة المَحْفرِ من أَولها إلى آخرها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  ماذا أُخَشَّى من قَلِيبٍ سُكِّ ... يَأْسَنُ فيه الوَرَلُ المُذَكِّي؟

  وجمعها سِكَاكٌ.

  وبئر سَكُوك: كَسُكّ.

  الأَصمعي: إذا ضاقت البئر فهي سُكُّ؛ وأَنشد:

  يُجْبَى لَها على قَلِيبٍ سُكِّ

  الفراء: حفروا قليباً سُكَّاً، وهي التي أُحْكِم طَيُّها في ضيق.

  والسُّكُّ من الرَّكايا: المستويةُ الجِرَاب والطيّ.

  والسُّكُّ، بالضم: البئر الضيقة من أَعلاها إلى أَسفلها؛ عن أَبي زيد.

  والسُّكُّ: جُحْر العقرب وجُحْرُ العنكبوت لضيقه.

  واسْتَكَّ النبتُ أَي التف وانْسَدَّ خَصاصُه.

  الأَصمعي: اسْتَكَّتِ الرياضُ إذا التفّت؛ قال الطرماح يصف عَيْراً:

  صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ، خَرَّطَه البَقْلُ ... بَديّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الريِّاضِ

  والسَّكُّ: تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بالحديد، وهو السَّكِّيُّ والسَّكُّ.

  والسَّكِّيّ: المسمارُ؛ قال الأَعشى:

  ولا بُدَّ من جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها ... كما سَلَكَ السَّكِّيَّ في البابِ فيَتْقُ

  ويروى السَّكِّيّ بالكسرِ، وقيل: هو المسمار، وقيل الدينار، وقيل البَرِيدُ، والفَيْتَقُ النَّجَّارُ، وقيل الحَدَّاد، وقيل البَّواب، وقيل المَلِكُ.

  وفي حديث عليّ، ¥: أَنه خطب الناس على منبر الكوفة وهو غير مَسْكُوك أَي غير مُسمَّرٍ بمسامير الحديد، ويروى بالشين، وهو المشدود؛ وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة يصف درعاً:

  بَيْضَاءُ لا تُرْتَدَى إلَّا إلى فَزَعٍ ... من نَسْجِ داودَ، فيها السَّكُّ مَقْتُورُ

  والمَقْتُور: المُقَدَّر، وجمعه سُكُوكِ وسِكَاك.

  والسُّكُّ: الدِّرع الضيقة الحَلَقِ.

  ودِرْعٌ سُكُّ وسَكَّاءٌ: ضيقة الحَلعق.

  والسِّكَّةُ: حديدة قد كتب عليها يضرب عليها الدراهم وهي المنقوشة.

  وفي الحديث عن النبي، : أَنه نهى عن كَسْرِ سِكَّةِ المسلمين الجائزة بينهم إلَّا من بأس؛ أَراد بالسِّكَّة الدينارَ والدرهمَ المضروبين، سمي كل