لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 466 - الجزء 10

  أَقعده ليُقادَ منه، وقال له: صَبْراً حَلْحَلُ فقال مجيباً له:

  أَصْبَرُ من ذِي ضاغطٍ عَرَكْرَك ... أَلْقَى بَوانِي زَوْره لِلمَبْرَكِ

  والعَرَكْركُ: الجَمَلُ القوي الغليظ، يقال: بعير ضاغِطٌ عَرَكْرَكٌ، وأَورد الجوهري هنا أيضاً رجز حَلْحلة المذكور قبله، وبعض العرب يقول للناقة السمينة عَرَكْرَكَة، وجمعها عَرَكْرَكات؛ أَنشد أَعرابي من بني عُقَيْل:

  يا صاحِبَيْ رحْلي بليلٍ قُوما ... وقَرِّبا عَرَكْرَكاتٍ كُوما

  فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي لرجل من عُكْلٍ يقوله لليلى الأَخيلية:

  حَيَّاكة تَمْشِي بعُلْطَتينِ ... وقارِمٍ أَحْمَر ذي عَرْكَيْنِ

  فإنما يعني حِرَها واستعار لها العَرْك، وأَصله في البعير.

  وعَرِيكَةُ الجمل والناقة: بقية سَنامها، وقيل: هو السنام كله؛ قال ذو الرمة:

  خِفاف الخُطى مُطْلَنْفِئات العَرائِك

  وقيل: إنما سمي بذلك لأَن المشتري يَعْرُك ذلك الموضع ليعرف سمنه وقوّته.

  والعَرِيكَة: الطبيعة، يقال: لانَتْ عَرِيكَتُه إذا انكسرت نَخْوَتُه، وفي صفته، : أَصْدَقُ الناس لَهْجَةً وأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً؛ العريكة: الطبيعة، يقال: فلان لَيِّنُ العَريكة إذا كان سَلِساً مطاوعاً منْقاداً قليل الخلاف والنُّفُور.

  ورجل لَيِّنُ العَرِيكة أي لَيِّنُ الخُلُق سَلِسُه وهو منه، وشديد العريكة إذا كان شديد النفس أَبِيّاً.

  والعَريكة: النَّفْس، يقال: إنه لصَعْب العَرِيكة وسهل العَرِيكة أَي النفس؛ وقول الأَخطل:

  من اللَّواتي إذا لانَتْ عَرِيكَتُها ... كان لها بعدها آلٌ ومَجْلُودُ

  قيل في تفسيره: عريكتها قوّتها وشدّتها، ويجوز أَن تكون مما تقدّم لأَنها إذا جَهَدَتْ وأَعْيَتْ لانَتْ عَرِيكتها وانقادَتْ.

  ورجل مَيْمُونُ العَرِيكة والحَرِيكة والسَّلِيقَة والنَّقِيبَة والنَّقِيمَةِ والنَّخِيجَةَ والطَّبِيعَةِ والجَّبِيلَةِ بمعنى واحد.

  والعَرَكِيَّة: المرأة الفاجرة؛ قال ابن مُقْبل يهجو النجاشي:

  وجاءتْ به حَيَّاكَةٌ عَرَكِيَّةٌ ... تَنَازَعَها في طُهْرِها رَجُلانِ

  وعَرَك ظهر الناقة وغيرها يَعْرُكُه عَرْكاً: أَكثر جَسَّه ليعرف سمنها؛ وناقة عَرُوك مثل الشَّكُوكِ: لا يعرف سمنها إلا بذلك، وقيل: هي التي يشك في سَنامها أَبه شحم أَم لا، والجمع عُرُكٌ.

  وعَرَكْتُ السَّنام إذا لمسته تنظر أَبه طِرْق لا.

  وعَرِيكة البعير: سَنامُه إذا عَرَكه الحِمْلُ، وجمعها العَرائك.

  ولقيته عَرْكَةً أَو عَرْكَتَيْن أَي مرة أَو مرتين، لا يستعمل إلا ظرفاً.

  ولقيته عَرَكاتٍ أَي مرات.

  وفي الحديث: أَنه عاوَدَه كذا كذا عَرْكَةً أَي مرة؛ يقال: لقيته عَرْكَة بعد عَرْكة أي مرة بعد أُخرى.

  وعَرَكه بشَرّ: كرّره عليه.

  وقال اللحياني: عَرَكَه يَعْرُكه عَرْكاً إذا حمل الشر عليه.

  وعَرَك الإِبلَ في الحَمْضِ: خَلَّاها فيه تنال منه حاجتها.

  وعَرَكتِ الماشيةُ النبات: أَكلته؛ قال:

  وما زلْت مثلَ النَّبْتِ يُعْرَكُ مَرَّةً ... فيُعْلَى، ويُولَى مَرَّةً ويَثُوبُ