لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 519 - الجزء 1

  امَّحَق وذَهَب. وصُبَّ الرجلُ والشيءُ إِذا مُحِقَ.

  أَبو عمرو: والمُتَصَبْصِبُ الذاهب المُمَّحِقُ.

  وتَصَبْصَبَ الليل تَصَبْصُباً: ذهب إِلا قليلاً؛ قال الراجز:

  إِذا الأَداوى، ماؤُها تَصَبْصَبا

  الفراء: تَصَبْصَبَ ما في سقائك أَي قلّ؛ وقال المرار:

  تَظَلُّ نِساءُ بني عامِرٍ ... تَتَبَّعُ صَبْصابَه كل عام

  صَبْصابه: ما بقي منه، أَو ما صُبَّ منه.

  والتَّصَبْصُبُ: شدّة الخِلاف والجُرْأَة.

  يقال: تَصَبْصَبَ علينا فلان، وتَصَبْصَبَ النهارُ: ذهب إِلا قليلاً؛ وأَنشد:

  حتى إِذا ما يَومُها تَصَبْصَبا

  قال أَبو زيد: أَي ذهب إِلا قليلاً.

  وتصَبْصب: الحرُّ: اشتدّ؛ قال العجاج:

  حتى إِذا ما يومها تصبصبا

  أَي اشتد عليها الحرّ ذلك اليوم.

  قال الأَزهري: وقول أَبي زيد أَحب إِليَّ.

  وتصبصب أَي مضى وذهب؛ ويروى: تصبّبا؛ وبعده قوله:

  من صادِرٍ أَو وارِدٍ أَيدي سبا

  وتصَبْصَب القوم: تفرقوا.

  أَبو عمرو: صبصب إِذا فرَّق جَيشاً أَو مالاً.

  وقَرَبٌ صَبْصاب: شديد.

  صَبصابٌ مثل بَصْباص.

  الأَصمعي: خِمْسٌ صبْصاب وبَصْباص وحَصْحاص: كل هذا السير الذي ليست فيه وَثِيرة ولا فُتور.

  وبعير صَبْصَب وصُباصِبٌ: غليظ شديد.

  صحب: صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وصاحبه: عاشره.

  والصَّحْب: جمع الصاحب مثل راكب وركب.

  والأَصْحاب: جماعة الصَّحْب مثل فَرْخ وأَفْراخ.

  والصاحب: المُعاشر؛ لا يتعدَّى تَعَدِّيَ الفعل، أَعني أَنك لا تقول: زيد صاحِبٌ عَمْراً، لأَنهم إِنما استعملوه استعمال الأَسماء، نحو غلام زيد؛ ولو استعملوه استعمال الصفة لقالوا: زيد صاحِبٌ عمراً، أَو زيد صاحبُ عَمْرو، على إِرادة التنوين، كما تقول: زيد ضاربٌ عمراً، وزيد ضاربُ عمْرٍو؛ تريد بغير التنوين ما تريد بالتنوين؛ والجمع أَصحاب، وأَصاحيبُ، وصُحْبان، مثل شابّ وشُبّان، وصِحاب مثل جائع وجِياع، وصَحْب وصَحابة وصِحابة، حكاها جميعاً الأَخفش، وأَكثر الناس على الكسر دون الهاءِ، وعلى الفتح معها، والكسر معها عن الفراء خاصة.

  ولا يمتنع أَن تكون الهاء مع الكسر من جهة القياس، على أَن تزاد الهاء لتأْنيث الجمع.

  وفي حديث قيلة: خرجت أَبتغي الصَّحابة إِلى رسول اللَّه، ؛ هو بالفتح جمع صاحب، ولم يجمع فاعِل على فَعالة إِلا هذا؛ قال امرؤُ القيس:

  فكانَ تَدانِينا وعَقْدُ عِذاره ... وقال صِحابي: قَدْ شَأَونَك، فاطْلُب

  قال ابن بري: أَغنى عن خبر كان الواو التي في معنى مع، كأَنه قال: فكان تدانينا مع عقد عذاره، كما قالوا: كل رجل وضَيْعَتُه؛ فكل مبتدأ، وضيعته معطوف على كل، ولم يأت له بخبر، وإِنما أَغنى عن الخبر كون الواو في معنى مع، والضيعة هنا: الحرفة، كأَنه قال: كل رجل مع حرفته.

  وكذلك قولهم: كل رجل وشأْنه.

  وقال الجوهري: الصَّحابة، بالفتح: