لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 522 - الجزء 1

  وفي حديث المنافقين: صخبٌ بالنهار أَي صيّاحون فيه ومتجادلون.

  وعين صَخْبَةٌ: مُصْطَفِقَة عند الجَيَشانِ.

  واصْطَخَب القوم وتَصاخَبُوا إِذا تصايحوا وتضاربوا.

  وماء صَخِبُ الآذِيِّ ومُصْطَخِبُه إِذا تلاطمت أَمواجُه أَي له صوت؛ قال الشاعر:

  مُفْعَوْعِمٌ، صَخِبُ الآذِيِّ، مُنْبَعِق

  واصْطِخابُ الطير: اختلاط أَصواتها.

  وحمار صَخِبُ الشوارِبِ: يُرَدِّدُ نُهاقَه في شواربه.

  والشوارِبُ: مجاري الماء في الحَلْق؛ قال:

  صَخِبُ الشوارِبِ لا يَزال، كأَنه ... عبْدٌ، لآلِ أَبي رَبيعةَ، مُسْبَعُ

  والصَّخْبَة: العَطْفة.

  صرب: الصَّرْبُ والصَّرَبُ: اللبن الحَقينُ الحامِض.

  وقيل: هو الذي قد حُقِنَ أَياماً في السقاءِ حتى اشتدَّ حَمَضُه، واحدته: صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ.

  يقال: جاءنا بِصَربة تَزْوي الوجه.

  وفي حديث ابن الزبير: فيأْتي بالصَّربة من اللبن؛ هو اللبن الحامض.

  وصَربه يَصْرُبُه صَرْباً، فهو مَصْروب وصَريب.

  وصَرَبه: حلب بعضَه على بعض وتركه يَحْمَضُ.

  وقيل: صَرَب اللبنَ والسمنَ في النِّحْي.

  الأَصمعي: إِذا حُقِن اللبن أَياماً في السقاءِ حتى اشتَدَّ حَمَضُه، فهو الصرْب والصرَب؛ وأَنشد:

  فالأَطْيَبانِ بها الطُّرْثوثُ والصّرَب

  قال أَبو حاتم: غلط الأَصمعي في الصّرب أَنه اللبن الحامض؛ قال وقلت له: الصَّرب الصمْغ والصَّرب اللبن، فعرفه، وقال: كذلك.

  ويقال: صَرَب اللبنَ في السقاءِ.

  ابن الأَعرابي: الصِّرْبُ البيوت القليلة من ضَعْفَى الأَعراب.

  قال الأَزهري: والصِّرْم مثل الصِّرْب، قال: وهو بالميم أَعرب⁣(⁣١).

  ويقال: كَرَصَ فلان في مِكْرَصه، وصَرَبَ في مِصْرَبه، وقَرَعَ في مِقْرَعه: كُلُّه السقاء يُحْقن فيه اللبن.

  وقدم أَعرابي على أَعرابية، وقد شَبِقَ لطول الغيبة، فراودها فأَقبلت تُطَيِّبُ وتُمتعه، فقال: فَقَدْتُ طَيِّباً في غير كُنْهه أَي في غير وجهه وموضعه، فقالت المرأَة: فقدْتَ صرْبة مستعجلاً بها؛ عنت بالصربة: الماء المجتمع في الظهر.

  وإِنما هو على المثل باللبن المجتمع في السقاءِ.

  والمِصْرَب: الإِناءُ الذي يُصرَب فيه اللبن أَي يُحْقَن، وجمعه المصارب.

  تقول: صَرَبْتُ اللبن في الوَطْب واصْطَرَبْتُه إِذا جمعته فيه شيئاً بعد شيءٍ وتركْتَه ليَحْمَض.

  والصَّرْب: ما يُزَوَّدُ من اللبن في السقاءِ، حليباً كان أَو حازِراً.

  وقد اصْطَرَبَ صَرْبة، وصرَبَ بولَه يَصْرُبه ويَصْرِبه صرباً: حقنَه إِذا طال حبسه؛ وخص بعضهم به الفحل من الإِبل، ومنه قيل للبَحِيرة: صَرْبى على فَعْلى، لأَنهم لا يَحْلُبونها إِلا للضيف، فيجتمع اللبن في ضرعها.

  وقال سعيد بن المسيب: البَحِيرة التي يُمْنع دَرُّها للطواغيت، فلا يحلُبها أَحد من الناس.

  وفي حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه قال: هل تُنْتَج إِبلُك وافِيةً أَعينها وآذانُها فتَجْدَعُها وتقول صربى؟ قال القتيبي: قوله صَرْبى مثل سكرى، من صَرَبْت اللبن في الضرع إِذا جمعته ولم تحلبه، وكانوا إِذا جدعوها أَعْفَوْها من الحلْب.

  وقال بعضهم:


(١) قوله [أعرب] كذا في نسخة وفي أخرى وشرح القاموس أعرف بالفاء.