لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 524 - الجزء 1

  وافقه صَعْباً؛ قال أَعْشى باهلة:

  لا يُصْعِبُ الأَمرَ، إِلَّا رَيْثَ يَرْكَبُه ... وكلّ أَمرٍ، سِوى الفَحْشاء، يأْتَمِرُ

  واسْتَصْعَبَ عليه الأَمرُ أَي صَعُب.

  واستصْعَبه: رآه صَعْباً؛ ويقال: أَخذ فلان بكْراً من الإِبل ليقتَضِيَه، فاستَصعَب عليه استِصعاباً.

  وفي حديث ابن عباس: فلما رَكِبَ الناسُ الصَّعْبَة والذلُولَ، لم نأْخذْ من الناس إِلَّا ما نعرِفُ أَي شدائدَ الأُمور وسُهُولَها.

  والمراد: تَرَكَ المُبالاةَ بالأَشياءِ والاحتراز في القول والعمل.

  والصَّعْبُ من الدوابّ: نقيض الذَّلُول؛ والأُنثى: صَعْبة، والجمع صِعاب.

  وأُصْعِبَ الجمَلُ: لم يُرْكب قط؛ وأَصْعَبه صاحبُه: تركه وأَعفاه من الركوب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  سَنامُه في صُورةٍ من ضُمْرِه ... أَصعَبَه ذُو جِدَةٍ في دَثْره

  قال ثعلب: معناه في صورة حَسَنَة من ضُمْره أَي لم يضعه أَن كان ضامراً؛ وفي الصحاح: تركه فلم يركبه، ولم يَمْسَسْه حَبْل حتى صار صَعْباً.

  وفي حديث جبير: من كان مُصْعِباً فليرجع أَي من كان بعيره صعباً غير منقاد ولا ذلول.

  يُقال: أَصْعَب الرجل فهو مُصْعِب.

  وجمل مُصْعَب إِذا لم يكن مُنَوَّقاً، وكان مُحَرَّم الظهر.

  وقال ابن السكيت: المُصْعَبُ الفحل الذي يُودَعُ من الركوب والعمل للفِحْلة.

  والمُصْعَب: الذي لم يمسسه حبل، ولم يُركب.

  والقَرْم: الفحل الذي يُقْرَم أَي يودع ويُعْفَى من الركوب، وهو المُقْرَمُ والقَريعُ والفَنِيقُ؛ وقول أَبي ذؤَيب:

  كَأَنَّ مَصاعِيبَ، زُبِّ الرُّؤوسِ ... في دارِ صَرْمٍ تَلاقَى، مُريحا

  أَراد: مَصاعِب جمع مُصْعَب، فزاد الياءَ ليكون الجزءُ فعولن، ولو لم يأْتِ بالياءِ لكان حسناً.

  ويقال: جمال مَصاعِبُ ومَصاعِيبُ.

  وقوله: تَلاقى مُريحا، إِنما ذكَّرَ على إِرادة القطيع.

  وفي حديث حنفان: صَعابِيبُ، وهم أَهل الأَنابيب.

  الصعابيب: جمع صُعْبوب، وهم الصِّعاب أَي الشدائد.

  والصَّاعِبُ: من الأَرضين ذاتُ النَّقَل والحجارة تُحْرَثُ.

  والمُصْعَبُ: الفحل، وبه سمي الرجل مُصْعَباً.

  ورجل مُصْعَب: مسوَّد، من ذلك.

  ومصعب: اسم رجل، منه أَيضاً.

  وصَعْب: اسم رجل غلب على الحيّ.

  وصَعْبَة وصُعَيْبَة: اسما امرأَتين.

  وبنو صَعْب: بَطْن.

  والمُصْعَبان: مُصْعَب بنُ الزبير، وابنه عيسى بنُ مُصْعَب.

  وقيل: مُصْعَبُ بن الزبير، وأَخوه عبد اللَّه.

  وكان ذو القرنين المُنْذِرُ بن ماءِ السماءِ يُلَقَّبُ بالصَّعْب؛ قال لبيد:

  والصَّعْبُ، ذو القَرْنَينِ، أَصْبَح ثاوِياً ... بالحِنو، في جَدَثٍ، أُمَيْمَ، مُقِيم

  وعَقَبَة صَعْبَة إِذا كانت شاقة.

  صعرب: الصُّعْرُوبُ: الصغيرُ الرأسِ من الناس وغيرهم.

  صعنب: الصَّعْنَبُ: الصغير الرأْس؛ قال الأَزهري أَنشد أَبو عمرو:

  يَتْبَعْنَ عَوْداً، كاللِّواءِ، مِسْأَبا ... ناجٍ، عَفَرْنَى، سَرَحاناً أَغْلَبا

  رَحْبَ الفُروجِ، ذا نَصِيعٍ مِنْهَبا ... يُحْسَبُ، بالليل، صُوًى مُصَعْنَبا