لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 88 - الجزء 11

  بأَمتعتهم وبأَثقالهم كلها.

  الكسائي: الثَّقِلة أَثقال القوم، بكسر القاف وفتح الثاء، وقد يخفف فيقال الثَّقْلة.

  والثَّقْلة أَيضاً: ما وَجَد الرجلُ في جوفه من ثِقَل الطعام.

  ووَجَد في جسده ثَقَلة أَي ثِقَلاً وفُتُوراً.

  وثَقُل الرجلِ ثِقَلاً فهو ثَقِيل وثاقل: اشتدَّ مَرَضُه.

  يقال: أَصبح فلان ثاقلاً أَي أَثقله المَرَض؛ قال لبيد:

  رأَيت التُّقَى والحَمْدَ خَيْرَ تِجارةٍ ... رَباحاً، إِذا ما المَرْءُ أَصْبَح ثاقلاً

  أَي ثَقِيلاً من المَرَض قد أَدْنَفَه وأَشْرَف على الموت، ويروى ناقلاً أَي منقولاً من الدنيا إِلى الأُخرى؛ وقد أَثقله المرض والنوم.

  والثَّقْلة: نَعْسة غالبة.

  والمُثْقَل: الذي قد أَثقله المرضُ.

  والمُستَثْقَل: الثَّقِيل من الناس.

  والمُسْتَثْقَل: الذي أَثقله النوم وهي الثَّقْلة.

  وثَقُل العَرْفَج والثُّمام والضَّعَةُ: أَدْبى وتَرَوَّتْ عِيدانُه.

  وثَقُلَ سَمْعُه: ذهب بعضُه، فإِن لم يبق منه شيءٌ قيل وُقِر.

  والثَّقَلانِ: الجِنُّ والإِنْسُ.

  وفي التنزيل العزيز: سنَفْرُغ لكم أَيها الثَّقَلان؛ وقال لكم لأَن الثَّقَلين وإِن كان بلفظ التثنية فمعناه الجمع؛ وقول ذي الرمة:

  ومَيَّةُ أَحسنُ الثَّقَلين وَجْهاً ... وسالفةً، وأَحْسَنُه قَذَالا

  فمن رواه أَحسنه بإِفراد الضمير فإِنه أَفرده مع قدرته على جمعه لأَن هذا موضع يَكْثُر فيه الواحد، كقولك مَيَّة أَحسن إِنسان وجهاً وأَجمله، ومثله قولهم: هو أَحسن الفِتْيان وأَجمله لأَن هذا موضع يكثر فيه الواحد كما قلنا، فكأَنك قلت هو أَحسن فَتىً في الناس وأَجمله، ولولا ذلك لقلت وأَجملهم حَمْلاً على الفِتْيان.

  التهذيب: وروي عن النبي، ، أَنه قال في آخر عمره: إِني تارك فيكم الثَّقَلين: كتاب الله وعتْرَتي، فجعلها كتاب الله ø وعِتْرَته، وقد تقدم ذكر العِتْرة.

  وقال ثعلب: سُمِّيا ثَقَلَين لأَن الأَخذ بهما ثَقِيل والعمل بهما ثَقِيل، قال: وأَصل الثَّقَل أَن العرب تقول لكل شيءٍ نَفيس خَطِير مَصون ثَقَل، فسمَّاهما ثَقَلين إِعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأْنهما، وأَصله في بَيْضِ النَّعام المَصُون؛ وقال ثعلبة بن صُعَير المازِني يذكر الظَّليم والنَّعانة:

  فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثِيداً، بَعْدَما ... أَلْقَتْ ذُكاءٌ يَمينَها في كافِر

  ويقال للسَّيِّد العَزيز ثَقَلٌ من هذا، وسَمَّى الله تعالى الجن والإِنس الثَّقَلَين، سُمِّيا ثَقَلَين لتفضيل الله تعالى إِياهما على سائر الحيوان المخلوق في الأَرض بالتمييز والعقل الذي خُصَّا به؛ قال ابن الأَنباري: قيل للجن والإِنس الثَّقَلان لأَنهما كالثَّقَل للأَرض وعليها.

  والثَّقَل بمعنى الثِّقْل، وجمعه أثقال، ومجراهما مجرى قول العرب مَثَل ومِثْل وشَبَه وشِبْه ونَجَس ونِجْس.

  وفي حديث سؤال القبر: يسمعها مَنْ بَيْنَ المشرق والمغرب إِلا الثَّقَلين؛ الثَّقَلانِ: الإِنسُ والجنُّ لأَنهما قُطَّان الأَرض.

  ثكل: الثُّكْل: الموت والهلاك.

  والثُّكْل والثَّكَل، بالتحريك: فِقْدان الحبيب وأَكثر ما يستعمل في فُقْدان المرأَة زَوْجَها، وفي المحكم: أَكثر ما يستعمل في فُقْدان الرجل والمرأَة وَلدَهما، وفي الصحاح: فِقْدان المرأَة ولدَها.

  والثَّكُول: التي ثَكِلَتْ