لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الثاء المثلثة]

صفحة 92 - الجزء 11

  توافي السُّرى أَي توافيها.

  والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الماء في الصَّخرة وفي الوادي، والجمع ثَمِيل؛ ومنه قول أَبي ذؤيب:

  ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه ... بِجَرْداءَ، يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها

  أَي يرد حِمارُ هذه المَفازة بقايا الماء في الحوض لأَن مياه الغُدْران قد نَضَبَت؛ وقال دُكَيْن:

  جادَ به من قَلْتِ الثَّمِيل الثَّميل

  جمع ثَمِيلة وهي بقِيَّة الماء في القَلْتِ أَعْنِي النُّقْرة التي تُمْسِك الماء في الجبل.

  والثَّمِيلة: البَقِيَّة من الطعام والشراب تبقى في البطن؛ قال ذو الرمة يصف عَيْراً وابنه:

  وأَدْرَكَ المُتَبَقَّى من ثَمِيلَتِه ... ومِن ثَمائِلِها، واسْتُنْشِيءَ الغَرَبُ

  يعني ما بقي في أَمعائها وأَعضائها من الرُّطْب والعَلَف؛ وأَنشد ثعلب في صفة الذئب:

  وطَوى ثَمِيلَتَه فأَلْحَقها ... بالصُّلْبِ، بَعْدَ لُدُونَةِ الصُّلْب

  وقال اللحياني: ثَميلة الناس ما يكون فيه الطعام والشراب.

  والثَّمِيلة أَيضاً: ما يكون فيه الشراب في جَوْفِ الحِمار.

  وما ثَمَل شرابَه بشيء من طعام أَي ما أَكل شيئاً من الطعام قبل أَن يشرب، وذلك يسمى الثَّميلة.

  ويقال: ما ثَمَلْتُ طعامي بشيء من شراب أَي ما أَكلت⁣(⁣١) بعد الطعام شَراباً.

  والثَّمِيلة: البَقِيَّة تبقى من العَلَف والشراب في بطن البعير وغيره، فكل بَقِيَّة ثَمِيلة.

  وقد أَثْملت الشيء أَي أَبقيته.

  وثمَّلته تثميلاً: بَقَّيته.

  وفي حديث عبد الملك: قال للحجاج أَما بعد فقد وَلَّيتُكَ العِرَاقَيْن صَدْمة فسِر إِليها مُنْطَوِيَ الثَّمِيلة؛ أَصل الثَّمِيلة: ما يبقى في بطن الدابة من العَلَف والماء وما يَدَّخِرْه الإِنسان من طعام أَو غيره، المعنى سِرْ إِليها مُخِفّاً.

  والثُّمْلة: ما اُخْرجَ من أَسفل الرَّكيَّة من الطين والتراب، والميم فيها وفي الحَبِّ والسَّويق ساكنة، والثاء مضمونة.

  قال القالي: روينا الثَّمْلة في طين الرَّكِيِّ وفي التمر والسَّويق بالفتح؛ عن أَبي نصر، وبالضم عن أَبي عبيد.

  والثَّمَل: السُّكْر.

  ثَمِل، بالكسر، يَثْمَل ثَمَلاً، فهو ثَمِل إِذا سَكِر وأَخذ فيه الشَّرابُ؛ قال الأَعشى:

  فَقُلْت للشَّرْب في دُرْنَى، وقد ثَمِلوا: ... شِيمُوا، وكَيْف يَشِيمُ الشَّارب الثَّمِلُ؟

  وفي حديث حمزة وشارِفَيْ عليٍّ، ®: فإِذا حمزة ثَمِل مُحْمَرَّةٌ عيناه؛ الثَّمِل: الذي قد أَخذ منه الشرابُ والسُّكْر؛ ومنه حديث تزويج خديجة، ^: أَنها انطلقت إِلى أَبيها وهو ثَمِل؛ وجعل ساعدةُ بن جُؤَيَّة الثَّمَل السُّكْرَ من الجِراح؛ قال:

  ماذا هُنالك من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ ... وسَاهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ حِطَم

  والثَّمَل: الظِّلُّ.

  والثَّمْلة والثَّمَلة، بتحريك الميم: الصُّوفة أَو الخِرْقة التي تُغْمَس في القَطِران ثم يُهْنَأُ بها الجَرِب ويُدْهَن بها السِّقاء؛ الأُولى عن كراع؛ قال الراجز صخر بن عمير:


(١) قوله [أَي ما أَكلت الخ] هكذا في الأصل.