لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 532 - الجزء 1

  الأَصمعي: الأَصْهَبُ: قريبٌ من الأَصْبَح.

  والصَّهَبُ والصُّهْبَة: أَن يَعْلُوَ الشعرَ حُمْرَةٌ، وأُصُولُه سُودٌ، فإِذا دُهِنَ خُيِّل إِليك أَنه أَسود.

  وقيل: هو أَن يَحْمَرَّ الشعر كُلُّه.

  صَهِبَ صَهَباً واصْهَبَّ واصْهابَّ وهو أَصْهَبُ.

  وقيل: الأَصْهَبُ من الشِّعر الذي يُخالط بياضَه حمرةٌ.

  وفي حديث اللِّعانِ: إِن جاءَت به أَصْهَبَ فهو لفلان؛ هو الذي يَعْلُو لونَه صُهْبَةٌ، وهي كالشُّقْرة، قاله الخطابي.

  والمعروف أَن الصُّهْبة مختصة بالشعر، وهي حُمْرَة يعلوها سواد.

  والأَصْهَبُ من الإِبل: الذي ليس بشديد البياض.

  وقال ابن الأَعرابي: العرب تقول: قُريشُ⁣(⁣١).

  الإِبل صُهْبُها وأُدْمُها؛ يذهبون في ذلك إِلى تشريفها على سائر الإِبل.

  وقد أَوضحوا ذلك بقولهم: خيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها، فجعلوها خير الإِبل، كما أَن قريشاً خيرُ الناس عندهم.

  وقيل: الأَصْهَبُ من الإِبل الذي يخالط بياضَه حُمرةٌ، وهو أَن يَحْمَرَّ أَعلى الوَبَر وتَبْيَضَّ أَجْوافُه.

  وفي التهذيب: وليستْ أَجوافُه بالشديدةِ البياضِ، وأَقْرابُه ودُفُوفه فيها تَوضِيحٌ أَي بَياض.

  قال: والأَصْهَبُ أَقلُّ بياضاً من الآدَم، في أَعاليه كُدْرة، وفي أَسافله بياضٌ.

  ابن الأَعرابي: الأَصْهَبُ من الإِبل الأَبيضُ.

  الأَصمعي: الآدَمُ من الإِبل: الأَبيضُ، فإِن خالطته حُمْرة، فهو أَصْهَبُ.

  قال ابن الأَعرابي: قال حُنَيْفُ الحَناتِم، وكان آبَلَ الناس: الرَّمْكَاءُ بُهْيَا، والحَمْراءُ صُبْرَى، والخَوَّارَةُ غُزْرَى، والصَّهْبَاءُ سُرْعَى.

  قال: والصُّهْبَةُ أَشْهَرُ الأَلوان وأَحسنُها، حين تَنْظُر إِليها؛ ورأَيتُ في حاشيةٍ: البُهْيا تأْنيث البَهِيَّةِ، وهي الرائعة.

  وجَمَلٌ صُهابيٌّ أَي أَصْهَبُ اللون، ويقال: هو منسوب إِلى صُهابٍ: اسم فَحل أَو موضع.

  التهذيب: وإِبل صُهابِيَّةٌ: منسوبة إِلى فحل اسمه صُهابٌ.

  قال: وإِذا لم يُضِيفُوا الصُّهابِيَّة، فهي من أَولاد صُهابٍ؛ قال ذو الرمة:

  صُهابِيَّةٌ غُلْبُ الرِّقابِ، كأَنَّما ... يُناطُ بأَلْحِيها فَراعِلَةٌ غُثْرُ

  قيل: نُسبت إِلى فَحْل في شِقِّ اليمن.

  وفي الحديث: كان يَرْمي الجِمارَ على ناقةٍ له صَهْباء.

  ويقال للأَعداء: صُهْبُ السِّبالِ، وسُود الأَكباد، وإِن لم يكونوا صُهْبَ السِّبال، فكذلك يقال لهم؛ قال:

  جاؤوا يَجُرُّونَ الحَديدَ جَرَّا ... صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُونَ الشَّرَّا

  وإِنما يريد أَنَّ عداوتهم لنا كعداوة الروم.

  والرومُ صُهْبُ السِّبال والشعور، وإِلَّا فهم عَرَبٌ، وأَلوانهم: الأُدْمَةُ والسُّمْرةُ والسَّوادُ؛ وقال ابنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:

  فَظِلالُ السُّيوفِ شَيَّبْنَ رأْسِي ... واعْتِناقي في القَوْمِ صُهْبَ السِّبالِ

  ويقال: أَصله للروم، لأَن الصُّهُوبةَ فيهم، وهم أَعداءُ العرب.

  الأَزهري: ويقال للجَراد صُهابِيَّةٌ؛ وأَنشد:

  صُهابِيَّةٌ زُرْقٌ بعيدٌ مَسيرُها

  والصَّهْباءُ: الخَمْر؛ سميت بذلك للونها.

  قيل: هي التي عُصِرَت من عنب أَبيضَ؛ وقيل: هي التي


(١) قوله [قريش الإِبل الخ] بإضافة قريش للإِبل كما ضبطه في المحكم ولا يخفى وجهه.