لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 544 - الجزء 1

  وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ وماجَ.

  والاضطِرابُ: تَضَرُّبُ الولد في البَطْنِ.

  ويقال: اضْطَرَبَ الحَبْل بين القوم إِذا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم.

  واضْطَرَب أَمْره: اخْتَلَّ، وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ.

  والاضْطِرابُ: الحركةُ.

  والاضطِرابُ: طُولٌ مع رَخاوة.

  ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَويلٌ غير شديد الأَسْرِ.

  واضْطَرَبَ البرقُ في السحاب: تَحَرَّكَ.

  والضَّريبُ: الرأْسُ؛ سمي بذلك لكثرة اضْطِرابه.

  وضَريبةُ السَّيْفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرَبَتُه ومَضْرِبَتُه: حَدُّه؛ حكى الأَخيرتين سيبويه، وقال: جعلوه اسماً كالحَديدةِ، يعني أَنهما ليستا على الفعل.

  وقيل: هو دُون الظُّبَّةِ، وقيل: هو نحوٌ من شِبْرٍ في طَرَفِه.

  والضَّريبةُ: ما ضَرَبْتَه بالسيفِ.

  والضَّريبة: المَضْروبُ بالسيف، وإِنما دخلته الهاءُ، وإِن كان بمعنى مفعول، لأَنه صار في عِدادِ الأَسماءِ، كالنَّطِيحةِ والأَكِيلَة.

  التهذيب: والضَّريبَة كلُّ شيءٍ ضربْتَه بسَيفِك من حيٍّ أَو مَيْتٍ.

  وأَنشد لجرير:

  وإِذا هَزَزْتَ ضَريبةً قَطَّعْتَها ... فمَضَيْتَ لا كَزِماً، ولا مَبْهُورا⁣(⁣١)

  ابن سيدة: وربما سُمِّي السيفُ نفسُه ضَريبةً.

  وضُرِبَ بِبَلِيَّةٍ: رُمِيَ بها، لأَن ذلك ضَرْبٌ.

  وضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كذا أَي خولِطَتْ.

  ولذلك قال اللغَويون: الجَوْزاءُ من الغنم التي ضُرِبَ وَسَطُها ببَياضٍ، من أَعلاها إِلى أَسفلها.

  وضَرَبَ في الأَرضِ يَضرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً ومَضْرَباً، بالفتح، خَرَجَ فيها تاجِراً أَو غازِياً، وقيل: أَسْرَعَ، وقيل: ذَهَب فيها، وقيل: سارَ في ابْتِغاءِ الرزق.

  يقال: إِن لي في أَلف درهم لمَضْرَباً أَي ضَرْباً.

  والطيرُ الضَّوارِبُ: التي تَطْلُبُ الرِّزْقَ.

  وضَرَبْتُ في الأَرض أَبْتَغِي الخَيْرَ من الرزق؛ قال اللَّه، ø: وإِذا ضَرَبْتُم في الأَرض؛ أَي سافرتم، وقوله تعالى: لا يسْتَطِيعُونَ ضَرْباً في الأَرض.

  يقال: ضَرَبَ في الأَرض إِذا سار فيها مسافراً فهو ضارِبٌ.

  والضَّرْبُ يقع على جميع الأَعمال، إِلا قليلاً.

  ضَرَبَ في التجارة وفي الأَرض وفي سبيل اللَّه وضارَبه في المال، من المُضارَبة: وهي القِراضُ.

  والمُضارَبةُ: أَن تعطي إِنساناً من مالك ما يَتَّجِرُ فيه على أَن يكون الربحُ بينكما، أَو يكونَ له سهمٌ معلومٌ من الرّبْح.

  وكأَنه مأْخوذ من الضَّرْب في الأَرض لطلب الرزق.

  قال اللَّه تعالى: وآخَرُونَ يَضْرِبون في الأَرضِ يَبْتَغونَ من فَضْلِ اللَّه؛ قال: وعلى قياس هذا المعنى، يقال للعامل: ضارِبٌ، لأَنه هو الذي يَضْرِبُ في الأَرضِ.

  قال: وجائز أَن يكون كل واحد من رب المال ومن العامل يسمى مُضارباً، لأَنَّ كل واحد منهما يُضارِبُ صاحِبَه، وكذلك المُقارِضُ.

  وقال النَّضْرُ: المُضارِبُ صاحبُ المال والذي يأْخذ المالَ؛ كلاهما مُضارِبٌ: هذا يُضارِبُه وذاك يُضارِبُه.

  ويقال: فلان يَضْرِبُ المَجْدَ أَي يَكْسِبُه ويَطْلُبُه؛ وقال الكميت:

  رَحْبُ الفِناءِ، اضْطِرابُ المَجْدِ رَغْبَتُه ... والمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ لمُضْطَرِبِ


(١) قوله لا كزماً بالزاي المنقوطة أي خائفاً.