لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 55 - الجزء 1

  شَبَّه أَسنانَها بفُؤُوس قد حُدِّدَتْ؛ وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي عبيدة أَنهما قالا: يقال لها الحِدَأَةُ بكسر الحاء على مثال عِنَبَة، وجمعها حِدَأ، وأَنشد بيت الشماخ بكسر الحاء؛ وروى ابن السكيت عن الفرّاء وابن الأَعرابي أَنهما قالا: الحَدَأَةُ بفتح الحاء، والجمع الحَدَأُ، وأَنشد بيت الشماخ بفتح الحاء؛ قال: والبصريون على حِدَأَة بالكسر في الفأْس، والكوفيون: على حَدَأَةٍ؛ وقيل: الحِدَأَةُ: الفأْسُ العَظيمة؛ وقيل: الحِدَأُ: رُؤُوسُ الفُؤُوسِ، والحَدَأَةُ: نَصْل السهم.

  وحَدِئَ بالمكان حَدَأً بالتحريك: إذا لزِقَ به.

  وحَدِئَ اليه حَدَأً: لجَأَ.

  وحَدَئَ عليه وإليه حَدَأَ: حَدِبَ عليه وعطَفَ عليه ونَصَرَه ومَنَعَه من الظُّلم.

  وحَدِئَ عليه: غَضِبَ.

  وحَدَأَ الشيءَ حَدْءًا: صَرَفه.

  وحَدِئَتِ الشاةُ: إذا انْقَطعَ سلاها في بطنها فاشتَكَتْ عنه حَدَأً، مقصور مهموز.

  وحَدِئَتِ المرأَةُ على ولدها حَدَأً.

  وروى أَبو عبيد عن أَبي زيد في كتاب الغنم: حَذِيَتِ الشاةُ بالذال: إذا انقطع سلاها في بطنها؛ قال الأَزهري: هذا تصحيف والصواب بالدال والهمز، وهو قول الفرَّاء.

  وقولهم في المثل: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة، قيل: هما قَبيلتانِ مِن اليمَن، وقيل هما قبيلتانِ: حدأ بن نَمِرَةَ بن سَعْد العشيرة، وهم بالكوفة، وبُنْدُقةُ بن مَظَّةَ، وقيل: بُنْدُقة بن مِطِيَّةَ⁣(⁣١) وهو سُفْيان بن سَلْهَم بن الحكم بن سَعْدِ العشيرة، وهم باليمن، أَغارت حِدَأ على بُنْدُقة، فنالَتْ منهم، ثم أَغارَتْ بُندُقة على حِدَأَ، فأَبادَتْهُم؛ وقيل: هو ترخيم حِدأَة؛ قال الأَزهري: وهو القول، وأَنشد هنا للنابغة:

  فأَوْردَهُنَّ بَطْنَ الأَتمِ، شُعْثاً ... يَصُنَّ المَشْيَ، كالحِدإِ التُّؤَام

  وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: كانت قبيلة تَتَعَمَّد القَبائلَ بالقِتال، يقال لها حِدَأَة، وكانت قد أَبَرَّتْ على الناس، فَتَحَدَّتْها قبيلة يقال لها بُندُقة، فَهَزَمَتْها، فانكسرت حِدأَة، فكانت العرب إذا مر بها حِدَئِيٌّ تقول له: حِدَأَ حِدَأَ وراءكِ بُنْدُقة؛ والعامة تقول: حَدَا حَدَا، بالفتح غير مهموز.

  حزأ: حَزَأَ الإِبلَ يَحْزَؤُها حَزْءًا: جمعها وساقها.

  واحْزَوْزَأَتْ هي: اجتمعت.

  واحْزَوْزأَ الطائر: ضَمَّ جناحَيْه وتجافى عن بيضه.

  قال:

  مُحْزَوزِئيْنِ الزِّفَّ عن مَكَوَيْهما

  وقال رؤبة، فلم يهمز:

  والسَّيْرُ مُحْزَوْزٍ بنا احْزِيزاؤُه ... ناجٍ، وقد زَوْزَى بنا زِيزاؤُه

  وحَزَأَ السَّرابُ الشخصَ يَحْزَؤُه حَزْءًا: رَفَعَه، لغة قي حَزاه يَحْزُوه، بلا همز.

  حشأ: حَشَأَه بالعصا حَشْأً، مهموز: ضَرَب بها جَنْبَيْه وبَطْنَه.

  وحَشَأَه بسَهْمٍ يَحْشَؤُه حَشْأً: رماه فأَصاب به جوفه قال أَسماء بن خارجةَ يَصفُ ذِئباً طَمِع في ناقته وتسمى هَبالةَ:

  لِي كُلَّ يومٍ، مِنْ ذُؤَالَه ... ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبَالَه

  في كُلِّ يومٍ صِيقةٌ ... فَوْقِي، تَأَجَّلُ كالظُّلالَه

  فَلأَحْشَأَنَّك مِشْقَصاً ... أَوساً، أُوَيْسُ، مِنَ الهَبالَه


(١) قوله [مطية] هي عبارة التهذيب وفي المحكم مطنة.