لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 344 - الجزء 11

  وقال أَبو ذؤيب:

  من ماء لِصْبٍ سُلاسِل⁣(⁣١)

  وقيل: معنى يَتَسَلْسَل⁣(⁣٢).

  أَنه إِذا جَرى أَو ضَرَبَتْه الرِّيح يصير كالسِّلْسِلة؛ قال أَوس:

  وأَشْبَرَنِيها الهالِكِيُّ، كأَنَّه ... غَديرٌ جَرَت في مَتنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ

  وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسال: لَيِّنَة؛ قال حَسَّان:

  بَرَدى يُصَفَّقُ بالرَّحِيق السَّلْسَل

  وقال الليث: هو السَّلْسَل وهو الماء العَذْب الصافي إِذا شُرب تَسَلْسَل في الخَلْق.

  وتَسَلْسَلَ الماءُ في الخلق؛ جَرى، وسَلْسَلْته أَنا: صَبَبْته فيه؛ وقول عبد الله بن رَواحَة:

  إِنَّهُمْ عندَ رَبِّهِم في جِنانٍ ... يَشْرَبُون الرَّحِيقَ والسَّلْسَبيلا

  الرَّحِيق: الخَمْر، والسَّلْسَبيل: السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق، ويقال: شَرابٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ.

  قال ابن الأَعرابي: لم أَسمع سَلْسَبيل إِلَّا في القرآن؛ وقال الزجاج: سَلْسَبيل اسم العين وهو في اللغة لما كان في غاية السَّلاسة فكأَنَّ العين سُمِّيت لصِفتها؛ غيره: سَلْسَبيل اسم عين في الجنة مَثَّلَ به سيبويه على أَنه صفة، وفسره السيرافي.

  وقال أَبو بكر في قوله تعالى: عَيْناً فيها تُسَمَّى سَلْسَبيلاً؛ يجوز أَن يكون السَّلْسَبيل اسماً للعين فنُوِّن، وحَقُّه أَن لا يُجْرى لتعريفه وتأْنيثه ليكون موافقاً رؤوس الآيات المُنوَّنة إِذ كان التوفيق بينهما أَخَفَّ على اللسان وأَسهل على القارئ، ويجوز أَن يكون سَلْسَبيل صفة للعين ونعتاً له، فإِذا كان وصفاً زال عنه ثِقَلُ التعريف واسْتَحَقَّ الإِجراء، وقال الأَخفش: هي مَعْرِفة ولكن لما كانت رأْس آية وكان مفتوحاً زيدت فيه الأَلف كما قال: كانت قوارير قواريراً؛ وقال ابن عباس: سَلْسَبيلاً يَنْسَلُّ في حُلوقهم انْسِلالاً، وقال أَبو جعفر محمد بن علي، #: معناها لَيِّنة فيما بين الحَنْجَرَة والحلق؛ وأَما من فسره سَلْ رَبَّك سَبيلاً إِلى هذه العين فهو خطأٌ غير جائز.

  ويقال: عين سَلْسَلٌ وسَلْسالٌ وسَلْسَبيلٌ معناه أَنه عَذْب سَهْل الدخول في الحلق، قيل: جمع السَّلْسَبيل سَلاسِبُ وسَلاسِيبُ، وجمع السَّلْسَبيلة سَلْسَبيلات.

  وتَسَلْسَل الماءُ: جَرى في حَدُور أَو صَبَب؛ قال الأَخطل:

  إِذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَماءَةً ... أَدَبَّ إِليها جَدْوَلاً يَتَسَلْسَلُ

  والسَّلْسَبيل: اللَّيِّن الذي لا خشونة فيه، وربما وُصف به الماء.

  وثوب مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ: رديء النَّسْج رَقِيقه.

  اللحياني: تَسَلْسَل الثوبُ وتَخَلْخَل إِذا لُبِس حتى رَقَّ، فهو مُتَسَلْسِلٌ.

  والتَّسَلْسُل: بَريق فِرِنْد السيف ودَبيبُه.

  وسَيْفٌ مُسَلْسَل وثوب مُلَسْلَسٌ⁣(⁣٣) وفيه وَشْيٌ مُخَطَّطٌ، وبَعْضٌ يقول مُسَلْسَلٌ كأَنه مقلوب؛ وقال المعطل الهذلي:

  لم يُنْسِني حُبَّ القَبُولِ مَطارِدٌ ... وأَفَلُّ يَخْتَصِمُ الفُقَارَ مُسَلَّسُ


(١) قوله [من ماء لصب] هذا بعض بيت من الطويل تقدم في ترجمة شرج:

فشرّجها من نطفة رحيبة سلاسلة من ماء لصب سلاسل

(٢) قوله [وقيل معنى يتسلسل] هكذا في الأَصل، ولعل يتسلسل محرف عن سلسل بدليل الشاهد بعد.

(٣) قوله [وثوب ملسلس] وقوله [وبعض يقول مسلسل] هكذا في الأَصل ومثله في التهذيب، وفي التكملة عكس ذلك.