لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 426 - الجزء 11

  أَنه شهر قصير سريع الانقضاء في أَيِّ زمان كان لأَن الصومَ يَفْجَأُ في آخره فلذلك سُمِّي العَجْلان، والله أَعلم.

  وقَوْسٌ عَجْلى: سرعة السَّهْم؛ حكاه أَبو حنيفة.

  والعاجِلُ والعاجِلةُ: نقيض الآجل والآجلة عامٌّ في كل شيء.

  وقوله ø: من كان يُريد العاجِلَةَ عَجَّلْنا له فيها ما نشاء؛ العاجِلةُ: الدنيا، والآجلة الآخرة.

  وعَجِلَه: سَبَقَه.

  وأَعْجَلَه: اسْتَعْجَلَه.

  وفي التنزيل العزيز: أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكم؛ أَي أَسْبَقْتُم.

  قال الفراء: تقول عَجِلْتُ الشيءَ أَي سَبَقْتُه، وأَعْجَلْته اسْتَحْثَثْته.

  وأَما قوله ø: ولو يُعَجِّل الله للناس الشَّرَّ اسْتِعْجالَهم بالخير لقُضي إِليهم أَجَلُهُم؛ فمعناه لَوْ أُجِيبَ الناسُ في دعاء أَحدهم على ابنه وشبيهه في قوله: لَعَنَك الله وأَخْزاك الله وشِبْهه، لَهَلَكوا.

  قال: ونُصِب قولُه اسْتِعْجالَهم بوقوع الفعل وهو يُعَجِّل، وقيل نُصِب اسْتِعْجالَهم على معنى مِثْلَ اسْتِعْجالهم على نعتِ مصدرٍ محذوف؛ والمعنى: ولو يُعَجِّل الله للناس الشر تعجيلاً مثل استعجالهم، وقيل: معناه لو عَجَّل الله للناس والشَّرَّ إِذا دَعَوْا به على أَنفسهم عند الغضب وعلى أَهليهم وأَولادهم واسْتَعْجلوا به كما يَسْتَعْجلون بالخير فَيَسْأَلونه الخَيْرَ والرَّحْمَةَ لقُضي إِليهم أَجَلُهم أَي ماتوا؛ وقال الأَزهري: معناه ولو يُعَجِّل الله للناس الشَّرَّ في الدعاء كتعجيله اسْتِعْجالَهم بالخير إِذا دَعَوْه بالخير لَهَلَكُوا.

  وأَعْجَلَتِ الناقةُ: أَلْقَتْ وَلَدَها لغير تمام؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  قِياماً عَجِلْنَ عليه النَّبات ... يَنْسِفْنَه بالظُّلوف انْتِسافا

  عَجِلْن عليه: على هذا الموضع، يَنْسِفْنَه: يَنْسِفْن هذا النَّبات يَقْلَعْنه بأَرجلهن؛ وقوله:

  فَوَرَدَتْ تَعْجَل عن أَحْلامِها

  معناه تَذْهَب عُقولُها، وعَدَّى تَعْجَل بعن لأَنها في معنى تَزِيغُ، وتَزِيغُ متعدِّية بعَنْ.

  والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإِبل: التي تُنْتَج قبل أَن تَسْتَكْمِلَ الحول فَيَعِيش ولَدُها، والوَلَدُ مُعْجَلٌ؛ قال الأَخطل:

  إِذا مُعْجَلاً غادَرْنَه عند مَنْزِلٍ ... أُتِيحَ لجَوَّابِ الفَلاةِ كَسُوب

  يعني الذئب.

  والمِعْجال من الحوامل التي تضع ولدَها قبل إِناه، وقد أَعْجَلَتْ، فهي مُعْجِلةٌ، والوَلَدُ مُعْجَلٌ.

  والإِعْجال في السَّيْر: أَن يَثِبَ البعيرُ إِذا رَكِبه الراكب قبل استوائه عليه.

  والمِعْجال: التي إِذا أَلْقى الرَّجُلُ رِجْلَه في غَرْزِها قامت ووَثَبَتْ.

  يقال: جَمَلٌ مِعْجالٌ وناقة مِعْجالٌ، ولَقِي أَبو عمرو بن العَلاء ذا الرُّمَّة فقال أَنشِدْني:

  ما بالُ عينِك منها الماءُ يَنْسَكِبُ

  فأَنشده حتى انتهى إِلى قوله:

  حتى إِذا ما اسْتَوَى في غَرْزِها تَثِبُ

  فقال له: عَمُّك الراعي أَحْسَنُ منك وَصْفاً حين يقول:

  وهْيَ، إِذا قامَ في غَرْزِها ... كَمِثْل السَّفِينة أَو أَوْقَرُ

  ولا تُعْجِلُ المَرْءَ عند الوُرُوكِ ... وهي برُكْبتِه أَبْصَرُ⁣(⁣١)


(١) قوله [عند الوروك] الذي في المحكم، وتقدم في ورك: قبل الوروك.