لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 544 - الجزء 11

  القابِلة المرأَة إذا قَبِلت الولد أَي تلقَّته عند الوِلادة، وكذلك قَبِل الرجل الدلو من المُستقي قَبُولاً، فهو قابِل.

  وفي الحديث: رأَيت عقيلاً يَقْبَل غَرْب زمزم أَي يتلقاها فيأْخذها عند الاسْتقاء.

  والقَبِيل والقَبُول: القابِلة.

  المحكم: قَبِلت القابِلة الولد قِبالاً أَخذته من الوالدة، وهي قابِلة المرأَة وقَبُولها وقَبِيلها، قال الأَعشى:

  أُصالحُكم حتى تَبُوءُوا بمثلِها ... كصَرْخَةِ حُبْلى أَسْلَمَتْها قَبِيلُها

  ويروى قَبُولها أَي يَئِست منها.

  وفي الحديث: قَبِلت القابِلة⁣(⁣١) الوالد تَقْبَله إِذا تلقته عند ولادته من بطن أُمه.

  والقَبِيل: الكفيل والعَرِيف، وقد قَبَل⁣(⁣٢) به يَقْبُل ويَقْبَل ويَقْبِل قَبالة: كَفَله.

  ونحن في قَبالَته أَي في عِرافَته، وأَنشد:

  إِنَّ كَفِّي لَكِ رَهْنٌ بالرِّضا ... فاقْبُلي يا هندُ، قالت: قد وَجَبْ

  قال أَبو نصر: اقْبُلي معناه كُوني أَنت قَبِيلاً، قال اللحياني: ومن ذلك قيل كتبت عليهم القَبالة.

  ويقال: قَبَّلْت العامِلَ تَقْبيلاً، والاسم القَبَالة، وتَقَبَّله العامِل تَقَبُّلاً.

  وفي حديث ابن عباس: إِياكم والقَبالات فإِنها صغار وفضلها رِباً، هو أَن يتَقَبَّل بخَراج أَو جِباية أَكثر مما أَعطى، فذلك الفضل رِباً، فإِن تقبَّل وزرع فلا بأْس.

  والقَبَالة، بالفتح: الكفالة وهي في الأَصل مصدر قَبَل إِذا كَفَل.

  وقَبُل، بالضم، إِذا صار قَبِيلاً أَي كفيلاً.

  وتَقَبَّل به: تكفّل كقَبَل.

  وقال: قَبَّلْت العامِل العمل تَقَبُّلاً، وهذا نادر، والاسم القَبالة، وتَقَبَّله العامل تَقْبِيلاً، نادر أَيضاً.

  وقد روي قَبِلْتُ به وقَبَلْتُ: في معنى كفَلْت على مثال فَعِلْت وفَعَلْت.

  ويقال: تكلم فلان قَبَلاً فأَجاد، والقَبَل: أَن يتكلم بكلام لم يكن استعده عن اللحياني وتكلم قَبَلاً أَي بكلام لم يكن أَعدَّه ورَجَزه قَبَلاً أَنشده رَجَزاً لم يكن أَعدَّه.

  واقْتَبَل الكلامَ والخُطبة اقْتِبالاً: ارتجَلَهما وتكلم بهما من غير أَن يُعِدَّهما.

  واقْتَبَل من قِبَله كلاماً فأَجاد، عن اللحياني أَيضاً ولم يفسره إِلا أَن يريد من قِبَلِه نفسه.

  وسقَى على إِبِله قَبَلاً: صبَّ الماء على أَفواهها.

  وأَقْبَل على الإِبل: وذلك إِذا شربت ما في الحوض فاستقى على رؤوسها وهي تشرب، وقال اللحياني مثل ذلك وزاد فيه: ولم يكن أَعدَّه قَبل ذلك وهو أَشد السقي.

  الجوهري وغيره: والقَبَل أَن تشرب الإِبل الماء وهو يصبُّ على رؤوسها ولم يكن لها قبل ذلك شيء، ومنه قول الراجز:

  بالرَّيْثِ ما أَرْوَيتُها لا بالعَجَلْ ... وبالحَيا أَرْوَيتُها لا بالقَبَلْ

  التهذيب: يقال سقى إِبله قَبَلاً إِذا صب الماء في الحوض وهي تشرب منه فأَصابها، الأَصمعي: القَبَل أَن يورد الرجل إِبله فيستقي على أَفواهها ولم يكن هَيَّأَ لها قبل ذلك شيئاً.

  والقُبْلة: اللَّثمة معروفة، والجمع القُبَل وفعله التَّقْبِيل، وقد قَبَّل المرأَةَ والصبيَّ.

  والقِبْلة: ناحية الصلاة.

  وقال اللحياني: القِبْلة وِجهة


(١) ١ قوله وفي الحديث قبلت القابلة هكذا في الأصل، وأتي به في النهاية عقب حديث عقيل المتقدم قريباً بلفظ: ومنه قبلت القابلة الخ على أنه من معناه لا أنه جاء في الحديث.

(٢) ٢ قوله وقد قبل به الخ عبارة القاموس: وقد قبل به، كنصر وسمع وضرب.