[فصل القاف]
  ابن جني: وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه عنترة بقوله:
  لو كان يَدْرِي ما المُحَاورة اشْتَكى ... أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي(١)
  والجمع أَقْوال، وأَقاوِيل جمع الجمع؛ قال يقول قَوْلاً وقِيلاً وقَوْلةً ومَقالاً ومَقالةً؛ وأَنشد ابن بري للحطيئة يخاطب عمر، ¥:
  تحنّنْ علَيَّ، هَداكَ المَلِيك ... فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا
  وقيل: القَوْل في الخير والشر، والقال والقِيل في الشرِّ خاصة، ورجل قائل من قوم قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ.
  حكى ثعلب: إِنهم لَقالةٌ بالحق، وكذلك قَؤول وقَوُول، والجمع قُوُل وقُوْل؛ الأَخيرة عن سيبويه، وكذلك قَوّال وقَوّالةٌ من قوم قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوالةٌ؛ وحكى سيبويه مِقْوَل، وكذلك الأُنثى بغير هاء، قال: ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه لا تدخله الهاء.
  ومِقْوال: كمِقْول؛ قال سيبويه: هو على النسَب، كل ذلك حسَن القَوْل لسِن، وفي الصحاح: كثير القَوْل.
  الجوهري: رجل قَؤُول وقوم قُوُل مثل صَبور وصُبُر، وإِن شئت سكنت الواو.
  قال ابن بري: المعروف عند أَهل العربية قَؤُول وقُوْل، بإِسكان الواو، تقول: عَوان وعُوْن الأَصل عُوُن؛ ولا يحرك إِلا في الشعر كقول الشاعر:
  تَمْنَحُه سُوُكَ الإِسْحِل(٢)
  قال: وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي:
  وعَوراء قد قِيلَتْ فلم أَلْتَفِتْ لها ... وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل
  وأُعرِضُ عن مولاي، لو شئت سَبَّني ... وما كلّ حين حلمه بأَصِيل
  وما أَنا، للشيء الذي ليس نافِعِي ... ويَغْضَب منه صاحبي، بِقَؤُول
  ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه ... خليلٌ، وما قَلْبي له بخَلِيل
  وامرأَة قَوَّالة: كثيرة القَوْل، والاسم القالةُ والقالُ والقِيل.
  ابن شميل: يقال للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان.
  والتِّقْولةُ، الكثيرُ الكلام البليغ في حاجته.
  وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ: مِنْطِيقٌ.
  ويقال: كثُر القالُ والقِيلُ.
  الجوهري: القُوَّل جمع قائل مثل راكِع ورُكَّع؛ قال رؤبة:
  فاليوم قد نَهْنَهَني تنَهْنُهِي ... أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّه،
  وقُوَّل إِلَّا دَه فَلا دَه
  وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح.
  التهذيب: العرب تقول للرجل إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ.
  وروي عن النبي، ﷺ: أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال؛ قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال نحوٌ وعربيَّة، وذلك أَنه جعل القال مصدراً، أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه قال عن قيلٍ وقَوْلٍ؟ يقال على هذا: قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً، قال: وسمعت الكسائي يقول في قراءة عبد الله: ذلك عيسى بنُ مريم قالَ الحقِّ الذي فيه يَمْتَرُونَ؛ فهذ من هذا كأَنه
(١) وفي رواية أخرى:
ولكان لو علمَ الكلامَ مُكَلمي
(٢) قوله [تمنحه الخ] صدره كما في مادة سوك:
أغر الثنايا أحم اللثات تمنحه سوك الإِسحل