لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 577 - الجزء 11

  وأَنشد ابن بري للأَعشى:

  ولمِثْلِ الذي جَمَعْتَ لِرَيْبِ الدهر ... تَأْبى حكومة المُقْتالِ

  وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا أَي تَفاوَضْنا؛ وقول لبيد:

  وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه ... ولا يَقْتالُها إِلا السَّعِيدُ

  أَي ولا يقولها؛ قال ابن بري: صوابه فإِنَّ الله، بالفاء؛ وقبله:

  حَمِدْتُ الله والله الحميدُ

  والقالُ: القُلَةُ، مقلوب مغيَّر، وهو العُود الصغير، وجمعه قِيلان؛ قال:

  وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَه

  الجوهري: القالُ الخشبة التي يضرَب بها القُلَة؛ وأَنشد:

  كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ، بينَهُم ... نَزْوُ القُلاة، قلاها قالُ قالِينا

  قال ابن بري: هذا البيت يروى لابن مقبل، قال: ولم أَجده في شعره.

  ابن بري: يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به، ويقال: اقْتال باللَّوْن لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر؛ قال الراجز:

  فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً أَطْحَلا ... وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا

  ابن الأَعرابي: العرب تقول قالوا بزيدٍ أَي قَتَلُوه، وقُلْنا به أَي قَتَلْناه؛ وأَنشد:

  نحن ضربناه على نِطَابه ... قُلْنا به قُلْنا به قُلْنا به

  أَي قَتَلْناه، والنَّطابُ: حَبْل العاتِقِ.

  وقوله في الحديث: فقال بالماء على يَده؛ وفي الحديث الآخر: فقال بِثَوبه هكذا، قال ابن الأَثير: العرب تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بِيَده أَي أَخذ، وقال برِجْله أَي مشى؛ وقد تقدَّم قول الشاعر:

  وقالت له العَيْنانِ: سمعاً وطاعة

  أَي أَوْمَأَتْ، وقال بالماء على يدِه أَي قَلب، وقال بثوب أَي رفَعَه، وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ قال: ما يَقُولُ ذو اليدين؟ قالوا: صدَق، روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم يتكلَّموا؛ قال: ويقال قال بمعنى أَقْبَلَ، وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب وغير ذلك.

  وفي حديث جريج: فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه؛ همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء واليهودُ، وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً.

  قيل: القائلة: الظَّهِيرة.

  يقال: أَتانا عند القائِلة، وقد تكون بمعنى القَيْلولة أَيضاً، وهي النَّوْم في الظهيرة.

  المحكم: القائلة نِصفُ النهار.

  الليث: القَيْلُولة نَوْمةُ نِصْف النهار، وهي القائلةُ، قال يَقِيلُ، وقد قال القوم قَيْلاً وقائلةً وقَيْلولةً ومَقالاً ومَقِيلاً، الأَخيرة عن سيبويه.

  والمَقِيلُ أَيضاً: الموضع.

  ابن بري: وقد جاء المَقال لمَوْضع القَيْلولة، قال الشاعر:

  فما إِنْ يَرْعَوِينَ لِمَحْلِ سَبْتٍ ... وما إِنْ يَرْعَوينَ على مَقالَ

  وقالت قريش لسيدنا رسول الله، ، قَبْل أَن فَتَحَ الله عليه الفُتوحَ: إِنَّا لأَكْرَمُ مُقاماً