[فصل الكاف]
  قال الجوهري: وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً؛ وقال منظور بن مرثد الأَسدي:
  كأَنَّ مَهْواها، على الكَلْكَلِّ ... موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي
  قال ابن بري: وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب، لأَن بعد قوله على الكَلْكَلِّ:
  ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ
  قال: والمعروف الكَلْكَل، وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول الراجز:
  قلتُ، وقد خرَّت على الكَلْكَالِ: ... يا ناقَتي، ما جُلْتِ من مَجَالِ(١)
  والكَلْكَل من الفرس: ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا رَبَضَ؛ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة لَيْل:
  فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه ... وأَرْدَفَ أَعْجازاً ونَاءَ بِكَلْكَل(٢)
  وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها:
  أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَه ... مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ؟
  فجعلت للدهر كَلْكَلاً؛ وقوله:
  مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى ... حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً
  وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً.
  ورجل كُلْكُلٌ: ضَرْبٌ، وقيل: الكُلْكُل والكُلاكِل، بالضم، القصير الغليظ الشديد، والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة، والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر؛ وأَنشد قول العجاج:
  حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا
  الفراء: الكُلَّة التأْخير، والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة، والكِلَّة الحالُ حالُ الرجُل.
  ويقال: ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّه على الناس.
  وذِئب كَلِيل: لا يَعْدُو على أَحد.
  وفي حديث عثمان: أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا؟ فقال: كُلُّ ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري؛ قال ابن الأَثير: موضع كل الإِحاطة بالجميع، وقد تستعمل في معنى البعض قال: وعليه حُمِل قولُ عثمان؛ ومنه قول الراجز:
  قالتْ له، وقولُها مَرْعِيُّ: ... إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ،
  وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ
  أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل.
  وقال ابن بري: وكَلَّا حرف رَدْع وزَجْر؛ وقد تأْتي بمعنى لا كقول الجعديّ:
  فقلْنا لهم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها ... فقالوا لنا: كَلَّا فقلْنا لهم: بَلى
  فكَلَّا هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى، وبَلى لا تأْتي إِلا بعد نفي؛ ومثله قوله أَيضاً:
  قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً ... فمن قال كَلَّا، فالمُكذِّب أَكْذَبُ
  وعلى هذا يحمل قوله تعالى: فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلَّا.
  وفي الحديث: تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل، فقال أَعرابي: كَلَّا يا رسول الله؛ قال ابن الأَثير: كَلَّا رَدْع في الكلام
(١) في الصفحة السابقة: أقول إذ خَرَّت الخ.
(٢) في المعلقة: بصُلبِه بدل بجوزه.