لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 598 - الجزء 11

  وتنبيه ومعناها انْتَه لا تفعل، إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا، لزيادة الكاف؛ وقد ترد بمعنى حَقّاً كقوله تعالى: كَلَّا لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية؛ والظُّلَل: السَّحاب.

  كمل: الكَمَال: التَّمام، وقيل: التَّمام الذي تَجَزَّأَ منه أَجزاؤه، وفيه ثلاث لغات: كَمَل الشيء يَكْمُل، وكَمِل وكَمُل كَمالاً وكُمولاً، قال الجوهري: والكسر أَرْدَؤُها.

  وشئ كَمِيل: كامِل، جاؤوا به على كَمُل؛ وأَنشد سيبويه:

  على أَنه بعدما قد مضى ... ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَميلا

  وتَكَمَّل: ككَمَل.

  وتَكامَل الشيء وأَكْمَلْته أَنا وأَكْمَلْت الشيء أَي أَجْمَلْتُه وأَتممته، وأَكْمَلَه هو واستكْمَله وكَمَّله: أَتَمَّه وجَمَلَه؛ قال الشاعر:

  فقُرَى العِراق مَقِيلُ يومٍ واحدٍ ... والبَصْرَتان وواسِط تَكْمِيلُه

  قال ابن سيده: قال أَبو عبيد أَراد كان ذلك كله يُسار في يوم واحد، وأَراد بالبصرتين البصرة والكوفة.

  وأَعطاه المال كَمَلاً أَي كامِلاً؛ هكذا يتكلم به في الجميع والوُحْدَان سواء، ولا يثنى ولا يجمع؛ قال: وليس بمصدر ولا نعت إِنما هو كقولك أَعطيته كُلَّه، ويقال: لك نصفُه وبعضه وكَماله، وقال الله تعالى: اليومَ أَكْمَلْت لكم دينَكم وأَتْمَمْتُ عليكم نِعْمتي⁣(⁣١)؛ ومعناه، والله أَعلم: الآن أَكْملتُ لكم الدِّين بأَنْ كفيتكم خوف عدوِّكم وأَظْهَرْتَكم عليهم، كما تقول الآن كَمُل لنا المُلْك وكَمُل لنا ما نريد بأَن كُفينا من كنَّا نخافه، وقيل: أَكمَلتُ لكم دِينكم أَي أَكْملتُ لكم فوق ما تحتاجون إِليه في دِينِكم، وذلك جائر حسَن، فأَما أَن يكون دين الله ø في وقت من الأَوقات غير كامِل فلا؛ قال الأَزهري: هذا كله كلام أَبي إِسحق وهو الزجاج، وهو حسَن، ويجوز للشاعر أَن يجعل الكامل كَميلاً؛ وأَنشد:

  ثلاثون للهَجْر حَوْلاً كَمِيلا

  والتَّكْمِلاتُ في حِساب الوَصايا: معروف.

  ويقال: كَمَّلْت له عَدَدَ حقِّه ووَفاء حقه تَكْميلاً وتَكمِلة، فهو مُكَمَّل.

  ويقال: هذا المكمِّل عشرين والمكمِّل مائة والمُكَمِّل أَلفاً؛ قال النابغة:

  فكَمَّلَت مائةً فيها حَمامَتُها ... وأَسرعتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ

  ورجل كامِل وقوم كَمَلة: مثل حافِد وحَفَدة.

  ويقال: أَعطه هذا المال كَمَلاً أَي كلَّه.

  والتَّكمِيل والإِكْمال: التمام.

  واستكْمله: استَتَمَّه؛ الجوهري: وقول حميد:

  حتى إِذا ما حاجِبُ الشمس دَمَجْ ... تَذَكَّرَ البِيضَ بكُمْلول فَلَجْ

  قال: مَنْ نَوَّن الكُمْلول قال هو مَفازة، وفَلَج: يريد لَجَّ في السير، وإِنما ترك التشديد للقافية.

  وقال الخليل: الكُمْلول نبت، وهو بالفارسية بَرْغَسْت؛ حكاه أَبو تراب في كتاب الاعتِقاب، ومن أَضاف قال: فَلْج نهر صغير.

  والكامِل من شطور العَروض: معروف وأَصله متفاعلن ست مرات، سمي كاملاً لأَنه استكمَل على أَصله في الدائرة.

  وقال أَبو إِسحق: سمي كامِلاً لأَنه كَمُلَت أَجزاؤه وحركاته، وكان أَكْمَل من الوافِر،


(١) الآية.