لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 635 - الجزء 11

  وقال كعب بن جعيل:

  في مكانٍ ليس فيه بَرَمٌ ... وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ

  وقال حبيب بن المرّ قال العبدي:

  لقد زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً ... لَعُوباً تُناغِيه، إِذا ما اتْمَهَلَّتِ⁣(⁣١)

  وقال عُقبة بن مُكَدّم:

  في تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ ... مُتَمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ

  والاتْمِهْلال أَيضاً: سكون وفتور.

  وقولهم: مَهْلاً يا رجل، وكذلك للاثنين والجمع والمؤنث، وهي موحدة بمعنى أَمْهِل، فإِذا قيل لك مَهْلاً، قلت لا مَهْلَ والله، ولا تقل لا مَهْلاً والله، وتقول: ما مَهْلٌ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً؛ قال الكميت:

  أَقُولُ له، إِذا ما جاء: مَهْلاً ... وما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول

  وهذا البيت⁣(⁣٢) أَورده الجوهري:

  أَقول له إِذ جاء: مهلاً ... وما مَهْل بواعظة الجهول

  قال ابن بري: هذا البيت نسبه الجوهري للكميت وصدره لجامع بن مُرْخِيَةَ الكِلابيِّ، وهو مُغَيَّر ناقص جزءاً، وعَجُزه للكميت ووزنهما مختلفٌ: الصَّدْرُ من الطويل والعَجُز من الوافر؛ وبيت جامع:

  أَقول له: مَهْلاً، ولا مَهْلَ عنده ... ولا عنْدَ جارِي دَمْعِه المُتَهَلِّل

  وأَما بيت الكميت فهو:

  وكُنَّا، يا قُضاع، لكم فَمَهْلاً ... وما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ

  فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزوناً، وقال الليث: المَهْلُ السكينة والوَقار.

  تقول: مَهْلاً يا فلانُ أَي رِفْقاً وسكوناً لا تعجل، ويجوز لك كذلك ويجوز التثقيل؛ وأَنشد:

  فيا ابنَ آدَمَ، ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ؟ ... لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ

  وقال الله ø: فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم؛ فجاء باللغتين أَي أَنْظِرْهُمْ.

  مهصل: حمار مُهْصُلٌ: غليظ كبُهْصُلٍ؛ قال ابن سيده.

  وأَرى الميم بدلاً.

  مول: المالُ: معروف ما مَلَكْتَه من جميع الأَشياء.

  قال سيبويه: من شاذ الإِمالة قولهم مال، أَمالُوها لشبه أَلفها بأَلف غَزَا، قال: والأَعرف أَن لا يمال لأَنه لا علَّة هناك توجب الإِمالة، قال الجوهري: ذكر بعضهم أَن المال يؤنث؛ وأَنشد لحسان:

  المالُ تُزْرِي بأَقوامٍ ذوِي حَسَبٍ ... وقد تُسَوِّد غير السيِّد المالُ

  والجمع أَمْوال.

  وفي الحديث: نهى عن إِضاعة المال؛ قيل: أَراد به الحيوان أَي يُحْسَن إِليه ولا يهمَل، وقيل: إِضاعته إِنفاقه في الحرام والمعاصي وما لا يحبه


(١) قوله [المرداد] هكذا في الأصل.

(٢) قوله [وهذا البيت الخ] الذي في نسخ الصحاح الخط والطبع التي بأَيدينا كما أورده سابقاً وكذا هو في الصاغاني عن الجوهري فلعل ما وقع لابن بري نسخة فيها سقم.