[فصل النون]
  ثَقِيلٌ على مَنْ ساسه، غير أَنه ... مِثَلٌّ على آرِيَّه الرَّوْثَ، مِنْثَلُ
  وقد تقدم مِثَلٌّ؛ قال أَبو منصور: أَراد الحافِر كأَنه دابَّة ذات حافِر من الخيل والبِغال والحمير.
  وقوله ثَلَّ ونَثَل أَي راثَ.
  والنَّثِيلُ: الرَّوْث.
  قال ابن سيده: ولَعَمْري إِن هذا لَمِمَّا يقوّي رواية مَنْ روى الرَّوْثَ، بالنصب، قال الأَحمر: يقال لكل حافِر ثَلَّ ونَثَلَ إِذا راث.
  وفي حديث علي، #: بين نَثِيلِه ومُعْتَلَفِه؛ النثيلُ: الروث؛ ومنه حديث ابن عبد العزيز: أَنه دخل داراً فيها رَوْث فقال أَلَّا كَنَسْتم هذا النَّثِيل؟ وكان لا يسمي قبيحاً بقَبِيح.
  ونَثَل اللحمَ في القدر يَنْثِلُه: وضعه فيها مقطَّعاً.
  ومَرَةٌ نَثُول: تفعَل ذلك كثيراً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
  إِذ قالتِ النَّثُولُ للْجَمُولِ: ... يا ابْنَةَ شَحْمٍ، في المَريءِ بُولي
  أَي أَبشري بهذه الشَّحْمة المَجْمُولة الذائبة في حَلْقك؛ قال ابن سيدَه: وهذا تفسير ضعيف لأَن الشحمة لا تسمى جَمُولاً، إِنما الجَمُول المُذِيبةُ لها، قال: وأَيضاً فإِن هذا التفسير الذي فسر ابن الأَعرابي هذا البيت إِذا تؤمَّل كان مُسْتَحيلاً؛ وقال الأَصمَعي في قول ابن مقبل يصف ناقة:
  مُسامِيةً خَوْصاء ذات نَثِيلَةٍ ... إِذا كان قَيْدامُ المَجَرَّةِ أَقْوَدا
  قال: مسامية تسامِي خطامَها الطريقَ تنظُر إِليه، وذات نَثيلة أَي ذات بقيَّة من شَدِّه، وقَيْدامُ المَجَرَّةِ: أَوَّلها وما تقدَّم منها، والأَقْودُ: المستطيلُ.
  والنَّثْلةُ: الدِّرْع عامة، وقيل: هي السابغة منها، وقيل: هي الواسعة منها مثل النَّثْرةِ.
  ونَثَل عليه دِرْعه يَنْثُلُها(١) صَبَّها.
  ابن السكيت: يقال قد نَثَلَ دِرْعه أَي أَلقاها عنه، ولا يقال نَثَرها.
  وفي حديث طلحة: أَنه كان يَنْثُلِ دِرْعه إِذ جاءه سهم فوقع في نَحْرِه، أَي يَصُبُّها عليه ويلبسها.
  والنَّثْلة: النُّقْرة التي بين السَّبَلَتَيْن في وسَطِ ظاهر الشفة العُلْيا.
  وناقة ذات نَثِيلة، بالهاء، أَي ذات لحم، وقيل: هي ذات بقيَّة من شحم.
  والمِنْثَلة: الزَّنْبِيلُ، والله أَعلم.
  نجل: النَّجْل: النَّسْل.
  المحكم: النَّجْل الولد، وقد نَجَل به أَبوه يَنْجُل نَجْلاً ونَجَلَه أَي ولَدَه؛ قال الأَعشى:
  أَنْجَبَ أَيَّامَ والِداه به ... إِذ نَجَلاه فَنِعْم ما نَجَلا
  قال الفارسي: معنى والداه به كما تقول أَنا بالله وبِكَ.
  والناجِلُ: الكريم النَّجْل، وأَنشد البيت، وقال: أَنْجَب والداه به إِذ نَجَلاه في زمانه، والكلام مقدَّم ومؤخَّر.
  والانْتِجالُ: اختيار النَّجْل؛ قال:
  وانْتَجَلُوا من خير فَحْلٍ يُنْتَجَلْ
  والنَّجْل: الوالد أَيضاً، ضدّ؛ حكى ذلك أَبو القاسم الزجاجي في نوادره.
  يقال: قَبَحَ الله ناجِلَيْه.
  وفي حديث الزهري: كان له كَلْب صائد يطلب لها الفُحُولة يطلب نَجْلَه أَي ولدها.
  والنَّجْل: الرمي بالشيء، وقد نَجَل به ونَجَله؛ قال امرؤ القيس:
(١) قوله [ينثلها] ضبط في المحكم بضم المثلثة وكذا في النهاية في حديث طلحة الآتي، وصنيع المجد يقتضي أنه من باب ضرب.