[فصل الجيم]
  وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.
  والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأَرض؛ قال الهُذَليُّ:
  هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم ... رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ
  وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأَنه حارّ.
  والحَمِيمُ: القَيْظ.
  والحميم: العَرَقُ.
  واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ، وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى:
  يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها ... وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم
  قال الشاعر يصف فرساً:
  فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِه ... حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا
  وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:
  تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ ... إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ
  فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأَن الصحيح يطيب عرقُه.
  الأَزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب عَرَقُك.
  والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما حُمَّى الإِبلِ فبالأَلف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّه الله وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.
  والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى.
  وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل: ذات حُمَّى.
  وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب.
  قال ابن سيده: وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأَرضُ إذا صارت ذات حُمِّى كثيرة.
  والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإِبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه الأَدواءُ.
  يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة.
  الأَزهري عن ابن شميل: الإِبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد تقدم في بابه.
  ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ الناس.
  والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛ قال الراجز:
  يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ