لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 190 - الجزء 12

  وقلب مَخْمومٌ أَي نَقِيٌّ من الغِلِّ والحسد.

  ورجل مَخمُومُ القلب: نَقِيٌّ من الغش والدَّغَلِ، وقيل: نَقِيُّه من الدنس.

  وفي الحديث عن سيدنا رسول الله، : خير الناس المَخْمومُ القلب.

  قيل: يا رسول الله، وما المَخْمُومُ القلب؟ قال: الذي لا غش فيه ولا حسد، وفي رواية: سُئِلَ أَيُّ الناسِ أَفضلُ؟ قال: الصادقُ اللسانِ المَخْمومُ القلب، وفي رواية: ذو القلب المَخْمومِ واللسان الصادق، وهو من خَمَمْتُ البيت إذا كنسته؛ ومثله قول مالك: وعلى السَّاقي خَمُّ العين أَي كنسها وتنظيفها، وهو السُّمُّ لا يَخِمُّ، وذلك إذا كان خالصاً؛ ومَثَلٌ يُضْرَبُ للرجل إذا ذُكِرَ بخير وأثْنِيَ عليه: هو السَّمْنُ لا يَخِمُّ.

  والخَمُّ: الثناء الطيب: وفلان يَخُمُّ ثياب فلان إذا كان يُثْنِي عليه خيراً.

  وفي النوادر: يقال خَمَّه بِثَناءٍ حسَنٍ يَخُمُّه، وطَرَّه يَطُرُّه طَرّاً، وبَلَّه بثناء حسن ورَشَّه، كلُّ هذا إذا أَتبعه بقول حسن.

  وخَمَّ الناقةَ: حلبها.

  وخَمَّ اللحمُ يَخِمُّ، بالكسر، ويَخُمُّ خَمّاً وخُموماً وهو خَمٌّ وأَخَمَّ: أَنتن أَو تغيرت رائتحته.

  ولحم خامٌّ ومُخِمٌّ أَي منتن.

  الليث: اللحم المُخِمُّ الذي قد تغيرت ريحه ولما يفسدْ كفساد الجِيَفِ.

  وقد خَمَّ اللحمُ يَخِمُّ، بالكسر، إذا أَنتن وهو شِواءٌ أَو طبيخ.

  وفي حديث معاوية: من أَحب أَن يَسْتَخِمَّ الناسُ له قياماً، قال الطحاوي: هو بالخاء المعجمة، يريد أَن تتغير روائحهم من طول قيامهم عنده، ويروى بالجيم، وقد تقدم؛ قال ابن دريد: خَمَّ اللحمُ أكثر ما يستعمل في المطبوخ والمَشْويّ، قال: فأَما النِّيءُ فيقال فيه صَلَّ وأَصَلَّ.

  وقال أَبو عبيد في الأَمثلة: خَمَّ اللحمُ وأَخَمَّ إذا تغير وهو شواءٌ أَو قَديرٌ، وقيل: هو الذي يُنْتِنُ بعد النُّضْج.

  وإذا خَبُثَ ريحُ السِّقاء فأَفسد اللبنَ قيل: أَخَمَّ اللبنُ، قال: وخَمَّ مثله؛ وأَنشد الأَزهري:

  أَخَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمُوم⁣(⁣١)

  والخَمِيمُ: اللبن ساعة يُحْلَبُ.

  وخَمّ اللبنُ وأَخَمَّ: غَيَّره خُبْثُ رائحة السِّقاء، وربما استعمل الخُمُومُ في الإِنسان؛ قال ذِرْوَة بن خَجْفَةَ الصَّمُوتي:

  يا ابن هشامٍ عَصَرَ المظلومِ ... إليك أَشْكُو جَنَفَ الخُصومِ

  وشَمَّةً من شارِفٍ مَزْكومِ ... قد خَمَّ أَو زاد على الخُمومِ

  وأَنشده ابن دُرَيْدٍ بجَرّ شَمَّةٍ والمعروف وشَمَّةً لقوله إليك أَشكو؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  كأَنَّ صوتَ شَخْبِها إذا خَمى

  إنما أَراد خَمَّ فأبدل من الميم الأَخيرة ياء، وهذا كقولهم لا أَمْلاه أَي لا أَمَلُّه.

  والخَمُّ: تَغَيُّرُ رائحة القُرْصِ إذا لم يَنْضَجْ.

  والخُمُّ: قَفَصُ الدجاج؛ قال ابن سيده: أَرى ذلك لخبث رائحته.

  وخُمَّ إذا جُعل في الخُمِّ وهو حبس الدجاج، وخُمَّ إذا نُظِّفَ.

  والخَمِيمُ: الممدوح.

  والخَمِيمُ: الثقيل الروح.

  والخَمُّ: البُكاء الشديد، بفتح الخاء.

  والخِمامةُ: ريشة فاسدة رديئة تحت الريش.

  والخَمُّ والاخْتِمامُ: القطع.

  واخْتَمَّه: قطعه؛ قال:

  يا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ رأَيْتَ عَمَّكا؟ ... أَرَدْتَ أَن تَخْتَمَّه فاخْتَمَّكا


(١) قوله [أخم أو قد الخ] الذي في التهذيب: قد حم أو قد الخ.