لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 223 - الجزء 12

  البياض الذي يكون على أَنف الجدْي؛ عن كراع؛ قال ابن سيده: فأَما قوله أَنشدَناه أَبو العلاء لأَبي زُبَيْدٍ:

  تَرى لأَخْفافِها من خَلْفِها نَسَلاً ... مثل الذَّمِيمِ على قُزْمِ اليَعامِيرِ

  فقد يكون البياضَ الذي على أَنف الجَدْي، فأَما أَحمد بن يحيى فذهب إِلى أَن الذَّمِيمَ ما يَنْتَضحُ على الضروع من الأَلبان، واليَعاميرُ عنده الجِداء، واحدها يَعْمور، وقُزْمُها صِغارُها، والذَّمِيمُ: ما يسيل على أُنوفها من اللبن؛ وأَما ابن دُرَيْدٍ فذهب إِلى أَن الذَّمِيم ههنا النَّدى، واليعامير ضرب من الشجر.

  ابن الأَعرابي: الذَّمِيمُ والذَّنينُ ما يسيل من الأَنف.

  والذَّمِيمُ: المُخاط والبول الذي يَذِمُّ ويَذِنُّ من قَضيب التَّيْسِ، وكذلك اللبن من أَخلاف الشاة، وأَنشد بيت أَبي زبيد.

  والذَّمِيمُ أَيضاً: شيء يخرج من مَسامِّ المارِنِ كبيض النمل؛ وقال الحادِرَةُ:

  وترى الذَّمِيمَ على مَراسِنِهم ... يوم الهياج، كمازِنِ النَّمل

  ورواه ابن دريد: كمازن الجَثْلِ، قال: والجَثْلُ ضرب من النمل كبار؛ وروي:

  وترى الذَّميم على مَناخرهم

  قال: والذَّميم الذي يخرج على الأَنف من القَشَفِ، وقد ذَمَّ أَنفُه وذَنَّ.

  وماء ذَميم أَي مكروه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للمَرَّارِ:

  مُواشِكة تَسْتَعْجِلُ الرُّكْضَ تَبْتَغي ... نَضائِضَ طَرْقٍ، ماؤُهُنَّ ذَمِيمُ

  قوله مواشِكة مسرعة، يعني القَطا، ورَكْضُها: ضربها بجناحها، والنَّضائض: بقية الماء، الواحدة نَضِيضة.

  والطَّرْقُ: المَطْروق.

  ذيم: الذَّيْمُ والذامُ: العيب؛ قال عُوَيْفُ القَوافي:

  أَلَمَّتْ خُناسُ، وإِلمامُها ... أَحاديث نَفْسٍ وأَسْقامُها

  ومنها:

  يَرُدُّ الكَتِيبة مَفْلولةً ... بها أَفْنُها وبها ذامُها

  وقد ذامَه يَذيمه ذَيْماً وذاماً: عابه.

  وذِمْتُه أَذيمُه وذأَمْتُه وذَمَمْتُه كله بمعنى؛ عن الأَخفش، فهو مَذيم على النقص، ومَذْيُومٌ على التمام، ومَذْؤُومٌ إِذا هَمَزْتَ، ومَذْمومٌ من المضاعف؛ وقيل: الذَّيْمُ والذامُ الذَّمُّ.

  وفي المثل: لا تَعْدَمُ الحَسْناءُ ذاماً؛ قال ابن بري: ومنه قول أَنَسِ بن نُواسِ المُحارِبيّ:

  وكُنْتَ مُسَوَّداً فينا حَميداً ... وقد لا تَعْدَمُ الحَسْناء ذاما

  وفي الحديث: عادت مَحاسنه ذاماً؛ الذامُ والذَّيْمُ العيب، وقد يهمز.

  وفي حديث عائشة، ^: قالت لليهود عليكم السَّامُ والذامُ، وقد تقدم ذكره، والله أعلم.

فصل الراء المهملة

  رأم: رَئِمتِ الناقةُ ولدها تَرْأَمُه رَأْماً ورَأَماناً: عطفتْ عليه ولزمته، وفي التهذيب: رِئْماناً أَحَبَّتْه؛ قال:

  أَم كيف يَنْفَعُ ما تُعْطي العَلُوقُ به ... رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللبن؟