[فصل الراء المهملة]
  الغلام فانتزعه من أُمِّه وأَرْدَفه راحلته، فلما قدم مكة قال الناس: أَردَفَ المُطَّلِبُ عبدَه، فسمِّي عبدَ المطلب؛ وقالت أُمّه: كنا ذوي ثَمِّه ورَمِّه، حتى إذا قام على تَمِّه، انتزعوه عَنْوَةً من أُمّه، وغلب الأَخوالَ حقُّ عَمِّه؛ قال أَبو منصور: وهذا الحرف رواه الرواة هكذا: ذَوي ثُمِّه ورُمِّه، وكذلك روي عن عُرْوة وقد أَنكره أَبو عبيد، قال: والصحيح عندي ما جاء في الحديث، والأَصل فيه ما قال ابن السكيت: ما له ثُمٌّ ولا رُمٌّ، فالثُّمُّ قماش البيت، والرُّمُّ مَرَمَّةُ البيت، كأَنها أَرادت كنا القائمين بأَمره حين ولدَتْه إلى أَن شَبَّ وقوي، والله أَعلم.
  والرِّمُّ: النَّقْي والمُخُّ، تقول منه: أَرَمَّ العظمُ أَي جرى فيه الرِّمُّ؛ وقال:
  هَجاهُنَّ، لمّا أَنْ أَرَمَّتْ عِظامُه ... ولو كان في الأَعْراب مات هُزالا
  ويقال: أَرَمَّ العظمُ، فهو مُرِمٌّ، وأَنْقى، فهو مُنْقٍ إذا صار فيه رِمٌّ، وهو المخ؛ قال رؤبة:
  نَعَم وفيها مُخّ كلِّ رِمّ
  وأَرَمّت الناقة، وهي مُرِمٌّ: وهو أَوَّل السِّمَنِ في الإِقبال وآخر الشحم في الهزال.
  وناقة مُرِمّ: بها شيء من نِقْيٍ.
  ويقال للشاة إذا كانت مهزولة: ما يُرِمُّ منها مَضرَبٌ أي إذا كسر عظم من عظامها لم يُصَبْ فيه مُخّ.
  ابن سيده: وما يُرِمّ من الناقة والشاة مَضْرَبٌ أَي ما يُنْقِي، والمَضْرَبُ: العظم يضرب فيُنْتَقَى ما فيه.
  ونعجةٌ رَمَّاءُ: بَيضاءُ لا شِيَة فيها.
  والرِّمَّةُ: النَّملةُ ذات الجَناحَين، والرِّمَّة: الأَرَضَة في بعض اللغات.
  وأَرَمَّ إلى اللهو: مالَ؛ عن ابن الأَعرابي: وأَرَمَّ: سكَتَ عامَّةً، وقيل: سكَت من فَرَقٍ.
  وفي الحديث: فأَرَمَّ القومُ.
  قال أَبو عبيد: أَرَمَّ الرجل إرْماماً إذا سكَتَ فهو مُرِمٌّ.
  والإِرْمام: السكوت.
  وأَرَمَّ القومُ أَي سكتوا؛ وقال حُميد الأَرقط:
  يَرِدْنَ، والليلُ مُرِمٌّ طائره ... مُرْخىً رِواقاه هُجُودٌ سامِرُه
  وكلَّمَه فما تَرَمْرَمَ أَي ما ردَّ جواباً.
  وتَرَمْرَمَ القومُ: تحركوا للكلام ولم يَتَكلَّموا.
  التهذيب: أما التَّرَمْرُمُ فهو أَن يحرّك الرجل شفتيه بالكلام.
  يقال: ما تَرَمْرَمَ فلان بحرف أَي ما نطق؛ وأَنشد:
  إذا تَرَمْرَمَ أَغْضَى كلّ جَبَّار
  وقال أَبو بكر في قولهم ما تَرَمْرَمَ: معناه ما تحرَّك؛ قال الكيميت:
  تَكادُ الغُلاةُ الجُلْسُ منهن كلَّما ... تَرَمْرَمَ، تُلْقِي بالعَسِيبِ قَذالَها
  الجوهري: وتَرَمْرَمَ إذا حَرَّك فاه للكلام؛ قال أَوس بن حجر:
  ومُسْتَعْجِبٍ مِمَّا يَرَى من أَناتِنا ... ولو زَبَنَتْه الحَرْبُ لم يَتَرَمْرَمِ
  وفي حديث عائشة، ^: كان لآل رسول الله، ﷺ، وَحْشٌ فإذا خرج، تَعْني رسول الله، ﷺ، لعِب وجاء وذهب، فإذا جاء رَبَضَ ولم يَتَرَمْرَمْ ما دام في البيت؛ أَي