لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الشين المعجمة]

صفحة 327 - الجزء 12

  وشامَمْتُ الرجل إذا قاربته ودنوت منه.

  والشَّمَمُ: القُرْبُ؛ وأَنشد أَبو عمرو لعبد الله بن سَمْعانَ التَّغْلَبي:

  ولم يأْت للأَمر الذي حال دونه ... رجالٌ همُ أعداؤُك، الدهرَ، من شَمَمْ

  وشَمِمْتُ الأَمرَ وشامَمْتُه: وَلِيتُ عَمَله بيدي.

  والشَّمَمُ في الأَنف: ارتفاعُ القَصَبة وحُسْنُها واستواء أعلاها وانتصابُ الأَرْنبَةِ، وقيل: وُرُود الأَرنبَةِ في حسن استواء القصبة وارتفاعها أشدَّ من ارتفاع الذَّلَفِ، وقيل: الشَّمَمُ أن يَطُولَ الأَنف ويَدِقَّ وتَسِيلَ رَوْثَتُه، رجلٌ أَشَمُّ، وإذا وَصَفَ الشاعرُ فقال أَشَمُّ فإنما يعني سَيِّداً ذا أَنفة.

  والشَّمَمُ: طولُ الأَنف ووُرُودٌ من الأَرْنَبةِ.

  الجوهري: الشَّمَمُ ارتفاعٌ في قصبة الأَنف مع استواء أعلاه وإشراف الأَرنبة قليلاً، فإن كان فيها احْديدابٌ فهو القَنا، ورجل أَشَمُّ الأَنف.

  وجبل أَشَمُّ أي طويل الرأْس بَيِّنُ الشَّمَمِ فيهما.

  وفي صفته، : يَحْسِبُه من لم يتأَمَّلْه أَشَمَّ؛ ومنه قول كعب بن زهير:

  شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لَبُوسُهُم

  جمع أَشَمَّ، والعَرانِينُ: الأُنُوف، وهو كناية عن الرفعة والعلو وشرف الأَنفس؛ ومنه قولهم للمتكبر العالي: شَمَخَ بأَنفه.

  وشُمُّ الأَنوف: مما يمدح به، ورجل أَشَمُّ وامرأَة شَمَّاء.

  أبو عمرو: أَشَمَّ الرجلُ يُشِمُّ إشْماماً، وهو أن يَمُرَّ رافعاً رأْسَه، وحكي عن بعضهم: عَرَضْتُ عليه كذا وكذا فإذا هو مُشِمٌّ لا يريده.

  ويقال: بَيْنا هُمْ في وَجْه إذْ أَشَمُّوا أي عَدَلُوا.

  قال يعقوب: وسمعت الكِلابيَّ يقول أَشَمُّوا إذا جاروا عن وُجُوههم يميناً وشمالاً، ومَنْكِبٌ أَشَمُّ: مُرْتَفعُ المُشاشَةِ.

  رجل أَشَمُّ وقد شَمَّ شَمَماً فيهما.

  وشَمَّاءُ: اسم أَكَمَةٍ؛ وعليه فسر ابنُ كَيْسانَ قول الحرِث بن حِلِّزةَ:

  بَعْدَ عَهْدٍ لنا ببُرِقةِ شَمَّاءَ ... فأَدْنى دِيارِها الخَلْصاءُ

  وجبل أَشَمُّ: طويلُ الرأْسِ.

  والشَّمامُ: جبل له رأْسانِ يُسَمَّيانِ ابْنَيْ شَمامٍ.

  وبُرْقَةُ شَمَّاءَ: جبل معروف، وشَمَامٌ: اسم جبل؛ قال جرير:

  عايَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ، كأَنَّها ... طَيْرٌ يُغاوِلُ في شَمامَ وُكُورا

  ويروى بكسر الميم؛ قال ابن بري: الصحيح أن البيت للأَخطل، قال: وشَمَامٌ جبل بالعالية؛ قال ابن بري: وقد أعربه جرير حيث يقول⁣(⁣١):

  فإنْ أَصْبَحْتَ تَطْلُبُ ذاك، فانْقُلْ ... شَماماً والمِقَرَّ إلى وُعالِ

  وُعالٌ بالسَّوْدِ سَوْدِ باهلَةَ، والمِقَرُّ بظهر البَصْرةِ، قال: ولشَمامٍ هذا الجبل رأْسان يسمَّيان ابْنَيْ شَمامٍ؛ قال لبيد:

  فهل نُبِّئْتَ عن أَخَوَيْنِ داما ... على الأَحْداثِ، إلَّا ابْنَيْ شَمامِ؟

  قال ابن بري: وروى ابن حمزة هذا البيت:

  وكلُّ أخٍ مُفارِقُه أخُوه ... لَعَمْرُ أَبيكَ، إلَّا ابْنَيْ شَمامِ


(١) قوله [وقد أعربه جرير حيث يقول] أي هاجياً الفرزدق، وقبله كما في ياقوت:

تبدل يا فرزدق مثل قومي لقومك إن قدرت على البدال