[فصل الظاء المعجمة]
  الظَّالم، وهو اسْمُ ما أُخِذَ منك.
  التهذيب: الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك التي تَطْلُبها عند الظَّالم؛ يقال: أَخَذَها مِنه ظُلامةً.
  ويقال: ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم، معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على الامتناع منه، وهو افتعال، وأَصله اظْتَلم فقِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء فيها؛ وأَنشد ابن بري لمالك ابنَ حريم:
  مَتَى تَجْمَعِ القَلْبَ الذَّكيَّ وصارِماً ... وأَنْفاً حَمِيّاً، تَجَتْنِبْك المَظَالِمُ
  وتَظالَمَ القومُ: ظلَمَ بعضُهم بعضاً.
  ويقال: أَظْلَمُ من حَيَّةٍ لأَنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه.
  ويقولون: ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ؛ وقال رجل لأَبي الجَرَّاحِ: أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه، فقال أَبو الجَرَّاحِ: ما ظَلَمك أَن تَقِيءَ؛ وقول الشاعر:
  قالَتْ له مَيٌّ بِأَعْلى ذِي سَلَمْ: ... ألا تَزُورُنا، إنِ الشِّعْبُ أَلَمْ؟
  قالَ: بَلى يا مَيُّ، واليَوْمُ ظَلَمْ
  قال الفرّاء: هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَلَم أي حَقّاً، وهو مَثَلٌ؛ قال: ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلَّةٌ تَمْنع.
  قال أبو منصور: وكان ابن الأَعرابي يقول في قوله واليوْمُ ظَلَم حقّاً يقيناً، قال: وأُراه قولَ المُفَضَّل، قال: وهو شبيه بقول من قال في لا جرم أي حَقّاً يُقيمه مُقامَ اليمين، وللعرب أَلفاظ تشبهها وذلك في الأَيمان كقولهم: عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك، وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك، وقوله ø: آتَتْ أُكُلَها ولم تَظْلِم مِنْه شَيْئاً؛ أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً.
  وقال الفراء في قوله ø: وما ظَلَمُونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْلِمُون، قال: ما نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم.
  والظِّلِّيمُ، بالتشديد: الكثيرُ الظُّلْم.
  وتَظَالَمتِ المِعْزَى: تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ؛ ومنه قول السّاجع: وتَظالَمَتْ مِعْزاها.
  ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع.
  والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ: اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه؛ قال: وقائِلةٍ:
  ظَلَمْتُ لَكُمْ سِقائِي ... وهل يَخْفَى على العَكِدِ الظَّلِيمُ؟
  وفي المثل: أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ؛ وأنشد ثعلب:
  وصاحِب صِدْقٍ لم تَرِبْني شَكاتُه ... ظَلَمْتُ، وفي ظَلْمِي له عامِداً أَجْرُ
  قال: هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه.
  وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَى منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه.
  وظَلَمْتُ سِقائِي: سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أن يَرُوبَ؛ وأنشد البيت الذي أَنشده ثعلب:
  ظَلَمْتُ، وفي ظَلْمِي له عامداً أَجْرُ
  قال الأَزهري: هكذا سمعت العرب تنشده: وفي ظَلْمِي، بِنَصْب الظاء، قال: والظُّلْمُ الاسم والظُّلْمُ العملُ.
  وظَلَمَ القوْمَ: سَقاهم الظَّلِيمةَ.
  وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء، ظَلومٌ للسِّقاء، مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء.
  التهذيب: العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن يُخْرَجَ زُبْدُه؛ وقال أبو عبيد: إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ