لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الظاء المعجمة]

صفحة 376 - الجزء 12

  والظَّلِيمةُ، قال: ويقال ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إدْراكِه؛ قال أَبو منصور: هكذا رُوِيَ لنا هذا الحرفُ عن أبي عبيد ظَلَمْتُ القومَ، وهو وَهَمٌ.

  وروى المنذري عن أبي الهيثم وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا: يقال ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه.

  وقال ابن السكيت: ظَلَمتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه.

  والمَظْلُوم: اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ.

  الفراء: يقال ظَلَم الوَادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم يكن نالَه فيما خَلا ولا بَلَغَه قبل ذلك؛ قال: وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً:

  يَكادُ يَطْلُع ظُلْماً ثم يَمْنَعُه ... عن الشَّواهِقِ، فالوادي به شَرِقُ

  وقال ابن السكيت في قول النابغة يصف سيلاً:

  إلَّا الأَوارِيَّ لأْياً ما أُبَيِّنُها ... والنُّؤْيُ كالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ

  قال: النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة، يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ.

  يقال: ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض.

  قال: وأَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه؛ ومنه قول ابن مقبل:

  عَادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ، وكانَ بها ... هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلَّامُونَ للجُزُرِ

  أي وَضَعوا النحر في غير موضعه.

  وظُلِمَت الناقةُ: نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ.

  وكُلُّ ما أَعْجَلْتَه عن أوانه فقد ظَلَمْتَه، وأنشد بيت ابن مقبل:

  هُرْتُ الشَّقاشِقِ، ظَلَّامُون للجُزُر

  وظَلَم الحِمارُ الأَتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ، فهو يَظْلِمُها ظَلْماً؛ وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً:

  أَبَنَّ عقَاقاً ثم يَرْمَحْنَ ظَلْمَةً ... إباءً، وفيه صَوْلَةٌ وذَمِيلُ

  وظَلَم الأَرضَ: حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك، وقيل: هو أن يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ؛ قال يصف رجلاً قُتِلَ في مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ:

  ألا لله من مِرْدَى حُروبٍ ... حَواه بَيْنَ حِضْنَيْه الظَّلِيمُ

  أي الموضع المظلوم.

  وظَلَم السَّيلُ الأَرضَ إذا خَدَّدَ فيها في غير موضع تَخْدِيدٍ؛ وأَنشد للحُوَيْدِرَة:

  ظَلَم البِطاحَ بها انْهلالُ حَرِيصَةٍ ... فَصَفَا النِّطافُ بها بُعَيْدَ المُقْلَعِ

  مصدر بمعنى الإِقْلاعِ، مُفْعَلٌ بمعنى الإِفْعالِ، قال ومثله كثير مُقامٌ بمعنى الإِقامةِ.

  وقال الباهلي في كتابه: وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ.

  وفي الحديث: إذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ.

  قال أبو منصور: المَظْلُومُ البَلَدُ الذي لم يُصِبْه الغَيْثُ ولا رِعْيَ فيه للِرِّكابِ، والإِغْذاذُ الإِسْراعُ.

  والأَرضُ المَظْلومة: التي لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ، وذلك الترابُ الظَّلِيمُ، وسُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المعنى؛ وأَنشد: