[فصل العين المهملة]
  قِرَاه.
  وأَعْتَمه صاحبُه وعَتَّمه أَي أَخَّره.
  ويقال: فلانٌ عاتِمُ القِرَى؛ قال الشاعر:
  فلما رأيْنا أَنه عاتِمُ القِرَى ... بَخِيلٌ، ذَكَرْنا ليلةَ الهَضْمِ كَرْدَما
  قال ابن بري: ويقال جاءنا ضَيْفٌ عاتِمٌ إذا جاء ذلك الوقتَ؛ قال الراجز:
  يَبْني العُلى ويَبْتَني المَكارِما ... أَقْراه للضَّيْفِ يؤُوب عاتِمَا
  وأَعْتَمْتَ حاجَتك أَي أَخَّرْتَها.
  وقد عَتَمَتْ حاجتُك، ولغةٌ أُخرى: أَعْتَمَتْ حاجتُك أَي أَبْطأَتْ؛ وأنشد قوله:
  مَعاتِيمُ القِرَى، سُرُفٌ إذا ما ... أَجَنَّتْ طَخْيَةُ الليلِ البَهِيمِ
  وقال الطِّرِمّاحُ يمدح رجلاً:
  متى يَعِدْ يُنْجِزْ، ولا يَكْتَبِلْ ... منه العَطايا طُولُ إعْتامِها
  وأَنشد ثعلب لشاعر يهجو قوماً:
  إذا غابَ عنْكُمْ أَسوَدُ العَينِ كُنْتُمُ ... كِراماً، وأَنْتمْ، ما أَقامَ، أَلائِمُ
  تحَدَّث رُكْبانُ الحَجِيجِ بلُؤْمِكمْ ... ويَقْرِي به الضَّيْفَ اللِّقاحُ العَواتِمُ
  يقول: لا تكونون كراماً حتى يَغِيبَ عنكم هذا الجبلُ الذي يقال له أَسْوَدُ العَينِ وهو لا يَغِيبُ أَبداً، وقوله: يقري به الضيفَ اللقاحُ العواتم، معناه أَن أَهل البادية يتَشاغَلون بذكر لُؤْمِكُمْ عن حَلْبِ لِقاحِهم حتى يُمْسُوا، فإذا طَرَقَهم الضيفُ صادفَ الأَلْبانَ بحالها لم تُحْلَبْ فنال حاجَته، فكان لُؤمُكم قِرى الأَضيافِ.
  قال ابن الأَعرابي: العُتُم يكون فَعالُهم مَدْحاً ويكون ذَمّاً جمعُ عاتِمٍ وعَتُومٍ، فإذا كان مَدْحاً فهو الذي يَقْري ضِيفانَه الليلَ والنهارَ، وإذا كان ذَمّاً فهو الذي لا يَحْلُب لبَنَ إبِله مُمْسِياً حتى ييْأَسَ من الضيف.
  وحكى ابن بري؛ العَتَمةُ الإِبْطاءُ أَيضاً؛ قال عمرو بن الإِطْنابة:
  وجِلاداً إنْ نَشِطْت له ... عاجِلاً ليسَتْ له عَتَمه
  وحمَل عليه فما عَتَّمَ أَي ما نَكَلَ ولا أَبْطأَ.
  وضرَبَ فلانٌ فلاناً فما عَتَّم ولا عَتَّبَ ولا كَذَّبَ أَي لم يَتَمَكَّثْ ولم يتَباطأْ في ضرْبه إياه.
  وفي حديث عمر: نَهى عن الحَريرِ إلا هكذا وهكذا فما عَتَّمْنا أَنه يَعْني الأَعْلامَ أَي أَبْطأْنا عن معرفةِ ما عَنى وأَراد؛ قال ابن بري: شاهدُه قولُ الشاعر:
  فمَرَّ نَضِيُّ السَّهمِ تحتَ لَبانِه ... وجالَ على وَحْشِيِّه لم يُعَتِّمِ
  قال الجوهري: والعامَّةُ تقولُ ضرَبَه فما عَتَّبَ.
  وفي الحديث في صفة نَخْلٍ: أَنَّ سَلْمانَ غرَس كذا وكذا وَدِيَّةً والنبيُّ، ﷺ، يُناوِلُه وهو يٍغْرِسُ فما عَتَّمَتْ منها وَدِيَّةٌ أَي ما لَبِثَتْ أَن عَلِقَتْ.
  وعَتَمَتِ الإِبلُ تَعْتِمُ وتَعْتُمُ وأَعْتَمَتْ واسْتَعْتَمَتْ: حُلِبَتْ عِشاءً وهو من الإِبْطاء والتَّأَخُّرِ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ:
  فيها ضَوىً قد رُدَّ من إعْتامِها
  والعَتَمَةُ: ثلثُ الليلِ الأَولُ بعد غَيْبوبةِ الشَّفَقِ.
  أَعْتَم الرجلُ: صار في ذلك الوقت.
  ويقال: أَعْتَمنا من العَتَمَةِ كما يقال أَصْبَحْنا من الصُّبْحِ.
  وأَعْتَم