لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 640 - الجزء 1

  أَنْجَبُ للأَولاد. ومنه حديث المُغِيرة: ولا غريبةٌ نَجِيبةٌ أَي إِنها مع كونها غريبةً، فإِنها غيرُ نَجيبةِ الأَولاد.

  وفي الحديث: إِنّ فيكم مُغَرِّبين؛ قيل: وما مُغَرِّبون؟ قال: الذين يَشترِكُ فيهم الجنُّ؛ سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنه دخل فيهم عِرْقٌ غريبٌ، أَو جاؤُوا من نَسَبٍ بعيد؛ وقيل: أَراد بمشاركة الجنّ فيهم أَمْرَهم إِياهم بالزنا، وتحسينَه لهم، فجاء أَولادُهم عن غير رِشْدة، ومنه قولُه تعالى: وشارِكْهُم في الأَموال والأَولاد.

  ابن الأَعرابي: التغريبُ أَن يأْتي ببنينَ بِيضٍ، والتغريبُ أَن يأْتِيَ ببَنينَ سُودٍ، والتغريبُ أَن يَجْمَعَ الغُرابَ، وهو الجَلِيدُ والثَّلْج، فيأْكلَه.

  وأَغْرَبَ الرجلُ: صار غريباً؛ حكاه أَبو نصر.

  وقِدْحٌ غريبٌ: ليس من الشجر التي سائرُ القِداحِ منها.

  ورجل غريبٌ: ليس من القوم؛ ورجلٌ غريبٌ وغُرُبٌ أَيضاً، بضم الغين والراءِ، وتثنيته غُرُبانِ؛ قال طَهْمانُ بن عَمْرو الكِلابيّ:

  وإِنيَ والعَبْسِيَّ، في أَرضِ مَذْحِجٍ ... غَريبانِ، شَتَّى الدارِ، مُخْتلِفانِ

  وما كان غَضُّ الطَّرْفِ منا سَجِيَّةً ... ولكننا في مَذْحِجٍ غُرُبانِ

  والغُرباءُ: الأَباعِدُ.

  أَبو عمرو: رجل غَريبٌ وغَربيٌّ وشَصِيبٌ وطارِيٌّ وإِتاويٌّ، بمعنى.

  والغَريبُ: الغامِضُ من الكلام؛ وكَلمة غريبةٌ، وقد غَرُبَتْ، وهو من ذلك.

  وفرس غَرْبٌ: مُتَرامٍ بنفسه، مُتَتابعٌ في حُضْره، لا يُنْزِعُ حتى يَبْعَدَ بفارسه.

  وغَرْبُ الفَرَسِ: حِدَّتُه، وأَوَّلُ جَرْيِه؛ تقول: كفَفْتُ من غَرْبه؛ قال النابغة الذبياني:

  والخَيْلُ تَمْزَعُ غرْباً في أَعِنَّتِها ... كالطَّيْرِ يَنْجُو من الشُّؤبُوبِ ذي البَرَدِ

  قال ابن بري: صوابُ انشادِه: والخيلَ، بالنصب، لأَنه معطوف على المائة من قوله:

  الواهِبِ المائةَ الأَبْكارَ زَيَّنَها ... سَعْدانٌ تُوضِحَ، في أَوبارِها اللِّبَدِ

  والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ من المَطر الذي يكون فيه البَرَدُ.

  والمَزْعُ: سُرْعةُ السَّيْر.

  والسَّعْدانُ: تَسْمَنُ عنه الإِبل، وتَغْزُر أَلبانُها، ويَطِيبُ لحمها.

  وتُوضِحُ: موضع.

  واللِّبَدُ: ما تَلَبَّدَ من الوَبر، الواحدةُ لِبْدَة، التهذيب: يقال كُفَّ من غَرْبك أَي من حِدَّتك.

  والغَرْبُ: حَدُّ كلِّ شيء، وغَرْبُ كلِّ شيءٍ حَدُّه؛ وكذلك غُرابه.

  وفرسٌ غَرْبٌ: كثيرُ العَدْوِ؛ قال لبِيد:

  غَرْبُ المَصَبَّةِ، مَحْمودٌ مَصارِعُه ... لاهي النَّهارِ لسَيْرِ الليلِ مُحْتَقِرُ

  أَراد بقوله غرْبُ المَصَبَّة: أَنه جَوَادٌ، واسِعُ الخَيْر والعَطاء عند المَصَبَّة أَي عند إِعْطاءِ المال، يُكْثِرُه كما يُصَبُّ الماءُ.

  وعينٌ غَرْبةٌ: بعيدةُ المَطْرَح.

  وإِنه لغَرْبُ العَين أَي بعيدُ مَطْرَح العين؛ والأُنثى غَربةُ العين؛ وإِياها عَنَى الطِّرمَّاحُ بقوله:

  ذَاكَ أَمْ حَقْباءُ بَيْدانَةٌ ... غَرْبةُ العَيْنِ جَهادُ المَسَامْ

  وأَغْرَبَ الرجلُ: جاءَ بشيءٍ غريب.

  وأَغْرَب عليه، وأَغْرَب به: صَنَع به صُنْعاً قبيحاً.

  الأَصمعي: أَغْرَب الرجلُ في مَنْطِقِه إِذا لم يُبْقِ شَيْئاً إِلَّا تكلم