لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 643 - الجزء 1

  وغَرِبَت العينُ غَرَباً: وَرِمَ مَأْقُها.

  وبعينه غَرَبٌ إِذا كانت تسيل، فلا تنقطع دُموعُها.

  والغَرَبُ، مُحَرَّك: الخَدَرُ في العين، وهو السُّلاقُ.

  وغَرْبُ الفم: كثرةُ ريقِه وبَلَلِه؛ وجمعه: غُرُوبٌ.

  وغُروبُ الأَسنانِ: مَناقِعُ ريقِها؛ وقيل: أَطرافُها وحِدَّتُها وماؤُها؛ قال عَنترة:

  إِذْ تَستَبِيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ ... عَذْبٍ مُقَبَّلُه، لَذِيذ المَطْعَمِ

  وغُروبُ الأَسنانِ: الماءُ الذي يَجرِي عليها؛ الواحد: غَرْبٌ.

  وغُروبُ الثَّنايا: حدُّها وأُشَرُها.

  وفي حديث النابغة: تَرِفُّ غُروبُه؛ هي جمع غَرْب، وهو ماء الفم، وحِدَّةُ الأَسنان.

  والغَرَبُ: الماءُ الذي يسيل من الدَّلْو؛ وقيل: هو كلُّ ما انصَبَّ من الدلو، من لَدُنْ رأْسِ البئر إِلى الحوضِ.

  وقيل: الغَرَبُ الماءُ الذي يَقْطُر من الدِّلاءِ بين البئر والحوض، وتتغير ريحُه سريعاً؛ وقيل: هو ما بين البئر والحوض، أَو حَوْلَهُما من الماءِ والطين؛ قال ذو الرمة:

  وأُدْرِكَ المُتَبَقَّى من ثَميلَتِه ... ومن ثَمائِلها، واسْتُنشِئَ الغَرَبُ

  وقيل: هو ريح الماء والطين لأَنه يتغير ريحُه سريعاً.

  ويقال للدَّالج بين البئر والحوْض: لا تُغْرِبْ أَي لا تَدْفُقِ الماءَ بينهما فتَوْحَل.

  وأَغْرَبَ الحَوضَ والإِناءَ: ملأَهما؛ وكذلك السِّقاءَ؛ قال بِشْر بن أَبي خازِم:

  وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ، غَداةَ تَحَمَّلُوا ... سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَليجٍ مُغْرَبِ

  وأَغربَ الساقي إِذا أَكثر الغَرْبَ.

  والإِغرابُ: كثرةُ المال، وحُسْنُ الحال من ذلك، كأَنَّ المالَ يَمْلأُ يَدَيْ مالِكِه، وحُسنَ الحال يَمْلأُ نفسَ ذي الحال؛ قال عَدِيُّ بن زيد العِبادِيّ:

  أَنتَ مما لَقِيتَ، يُبْطِرُكَ الإِغرابُ ... بالطَّيشِ، مُعْجَبٌ مَحبُورُ

  والغَرَبُ: الخَمْرُ؛ قال:

  دَعِيني أَصْطَبِحْ غَرَباً فأُغْرِبْ ... مع الفِتيانِ، إِذ صَبَحوا، ثُمُودا

  والغَرَبُ: الذَّهَبُ، وقيل: الفضَّة؛ قال الأَعشى:

  إِذا انْكَبَّ أَزْهَرُ بين السُّقاة ... تَرامَوْا به غَرَباً أَو نُضارا

  نَصَبَ غَرَباً على الحال، وإِن كان جَوْهراً، وقد يكون تمييزاً.

  ويقال الغَرَب: جامُ فِضَّةٍ؛ قال الأَعشى:

  فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاءِ، كما ... دَعْدَعَ ساقي الأَعاجِمِ الغَرَبا

  قال ابن بري: هذا البيت للبيد، وليس للأَعشى، كما زعم الجوهري، والرَّكاء، بفتح الراءِ: موضع؛ قال: ومِن الناسِ مَن يكسر الراء، والفتح أَصح.

  ومعنى دَعدَعَ: مَلأَ.

  وصَفَ ماءَينِ التَقَيا من السَّيل، فملآ سُرَّة الرَّكاء كما ملأَ ساقي الأِعاجمِ قَدَحَ الغَرَب خمْراً؛ قال: وأَما بيت الأَعشى الذي وقع فيه الغَرَبُ بمعنى الفضة فهو قوله:

  تَرامَوا به غَرَباً أَو نُضارا

  والأَزهر: إِبريقٌ أَبيضُ يُعْمَلُ فيه الخمرُ، وانكبابُه إِذا صُبَّ منه في القَدَح.

  وتَراميهم بالشَّراب: هو مُناوَلةُ بعضهم بعضاً أَقداحَ الخَمْر.

  والغَرَبُ: