[فصل الكاف]
  مَعُونةٍ.
  والأُكْرُومة: المَكْرُمةُ.
  والأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.
  وأَكْرَمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام.
  واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً كريماً.
  وفي المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ.
  وروي عن النبي، ﷺ، أَنه قال: إنَّ الله يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان، يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه.
  وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ وكَريمتُك.
  قال شمر: وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.
  والكَرِيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد:
  وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه ... وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ(١)
  أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك.
  وأَما قوله، ﷺ: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين، فقال قائل: هما الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين هما طَرَفاه وهو مؤْمن.
  والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه.
  ويقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه.
  وفي حديث آخر: أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم، والهاء للمبالغة؛ قال صخر:
  أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي ... وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا
  يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو.
  وأَرض مَكْرَمةٌ(٢) وكَرَمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة، وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم.
  والكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت هذه بُقْعَة مَكْرَمة.
  الجوهري: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات.
  قال الكسائي: المَكْرُمُ المَكْرُمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَكْرُمٌ ومَعُون.
  وقال الفراء: هو جمع مَكْرُمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام، ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.
  وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أَلَّا تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.
  وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعاً لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم.
  يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال: ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة.
  وقال: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم والحِكمة.
(١) قوله [منقع الأجواد] كذا بالأَصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش.
(٢) قوله [وأرض مكرمة] ضطت الراء في الأَصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال شارحه: هي بالضم والفتح.