لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 515 - الجزء 12

  قال الشاعر:

  ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه ... تَرائبَ لا شُقْراً، يُعَبْنَ، ولا كُهْبا

  وأَنشد ابن بري لجرير:

  لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى ... عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها

  ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث:

  إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ ... طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها

  والكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء العرب.

  وقال ابن السكيت: الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد غيره تقوية لهذا:

  فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه ... بكَرْمَيْنِ: كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ

  وقال آخر:

  تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ ... مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا

  وفي حديث أُم زرع: كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛ أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.

  وفي الحديث: ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمةُ: الموضع الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإِكرامه، وهي تَفْعِلة من الكرامة.

  والكَرْمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس:

  أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُومُه ... إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ

  وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً:

  وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبابُ ... مِنْه، وكُرِّم ماءً صَرِيحا

  ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا جاد بمائه كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه.

  الجوهري: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.

  والكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر.

  ويقال: حَمَلَ إليه الكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف.

  وكَرْمان وكِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْمانُ اسم بلد، بفتح الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرْمانيّ؟ والكَرْمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي خِراش:

  وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ ... وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ

  قيل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل هذا إنما يسوغ في الأَجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام، ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال أَبو ذؤيب⁣(⁣١) في الكُرْم:


(١) قوله [أبو ذؤيب الخ] انفرد الأزهري بنسبة البيت لأبي ذؤيب، إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لأبي خراش.