لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 555 - الجزء 12

  الجوادُ من الناس والخيل، وقال:

  لا تَحْسَبنَّ بَياضاً فِيَّ مَنْقَصةً ... إِنّ اللَّهامِيمَ في أَقرابِها بَلَق

  وفرس لِهَمٌّ، مثل هِجَفٍّ: سَبّاق كأَنه يَلْتَهِم الأَرض.

  وفي حديث علي، #: وأَنتم لَهامِيمُ العرب، جمع لُهْمومٍ الجواد من الناس والخيلِ، وحكى سيبويه لِهْمِم وهو ملحق بزِهْلِقٍ، ولذلك لم يُدْغَم، وعليه وُجِّه قولُ غَيْلان:

  شَأْو مُدِلّ سابِق اللَّهامِمِ

  قال: ظهر في الجمع لأَنَّ مِثلَ واحد هذا لا يُدْغَم.

  واللُّهْمومُ من الأَحْراحِ: الواسعُ.

  وناقة لُهْمومٌ: غَزيرة القَطْرِ⁣(⁣١).

  واللُّهومُ من النوق: الغزيرةُ اللبن.

  وإِبِلٌ لَهامِيمُ إِذا كانت غزيرة، واحدها لُهْمومٌ، وكذلك إِذا كانت كثيرةَ المشي، وأَنشد الراعي:

  لَهامِيمُ في الخَرْقِ البَعيدِ نِياطُه

  واللِّهَمُّ: العظيم.

  ورجل لِهَمٌّ: كثير العطاء، مثل خِضمّ.

  وعدَدٌ لُهْمومٌ: كثير، وكذلك جيش لُهْمومٌ.

  وجمل لِهْمِيمٌ: عظيم الجوف.

  وبَحْرٌ لِهَمٌّ: كثير الماء.

  وأَلْهَمَه اللَّه خَيْراً: لَقَّنَه إِيّاه.

  واسْتَلْهَمه إِيّاه: سأَله أَن يُلْهِمَه إِيّاه.

  والإِلْهامُ: ما يُلْقى في الرُّوعِ.

  ويَسْتَلْهِمُ اللَّه الرَّشادَ، وأَلْهَمَ اللَّه فلاناً.

  وفي الحديث: أَسأَلك رحمةً من عندك تُلْهِمُني بها رُشْدي، الإِلْهامُ أَن يُلْقِيَ اللَّه في النفس أَمراً يَبْعَثُه⁣(⁣٢) على الفعل أَو الترك، وهو نوع من الوَحْي، يَخُصُّ اللَّه به مَنْ يشاء مِن عباده.

  واللِّهْمُ: المُسِنُّ من كل شيء، وقيل: اللِّهْمُ الثور المُسِنّ، والجمع من كل ذلك لُهومٌ، قال صخرُ الغيّ يصف وَعِلاً:

  بها كان طِفْلاً، ثم أَسْدَسَ فاسْتَوى ... فأَصبَحَ لِهْماً في لُهومٍ قَراهِبِ

  وقول العجاج:

  لاهُمَّ لا أَدْرِي، وأَنْتَ الداري ... كلُّ امْرئٍ مِنْكَ على مِقْدارِ

  يريد اللَّهُمَّ، والميم المشددة في آخره عوض من ياء النداء لأَنّ معناه يا اللَّه.

  ابن الأَعرابي: الهُلُمُ ظِباء الجبال، ويقال لها اللُّهُم، واحدها لِهْمٌ، ويقال في الجمع لُهومٌ أَيضاً، قال: ويقال له الجُولان والثَّياتِل والأَبدانُ والعَنَبانُ والبَغابِغ.

  ابن الأَعرابي: إِذا كَبِرَ الوَعِلُ فهو لِهْمٌ، وجمعُه لُهومٌ، وقال غيره: يقال ذلك لبقر الوحش أَيضاً، وأَنشد:

  فأَصبح لِهْماً في لُهومٍ قراهب

  ومَلْهَمٌ: أَرض: قال طرفة:

  يَظَلُّ نِساءُ الحَيِّ يَعْكُفْنَ حَوْلَه ... يَقُلْنَ عَسِيبٌ من سَرارةِ مَلْهَما

  وقد ذكره التهذيب في الرباعي، وسنذكره في فصل الميم.

  لهجم: طريقٌ لَهْجمٌ ولَهْمج: موطوءٌ بَيّنٌ مُذلَّل مُنقاد واسع قد أَثر فيه السابلةُ حتى اسْتَتَبَّ، وكأَن الميم فيه زائدة والأَصل فيه لهج وقد تَلَهْجَم، ويكون تَلَهْجُمُ الطريق سَعتَه واعتيادَ المارّة إياه.

  الفراء: طريقٌ لَهجَمٌ وطريق مُذنَّبٌ وطريق مُوقَّعٌ أي مُذلَّل.

  وتلهجَمَ لَحْيَا البعيرِ إذا تحرَّكا؛ قال حميد بن ثور الهلاليّ:


(١) قوله غزيرة القطر عبارة المحكم: وناقة لهموم غزيرة، ورجل لهم ولهموم غزير الخير، وسحابة لهموم غزيرة القطر.

(٢) قوله: يبعثه اي يبعث المُلهَمَ.