لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل اللام]

صفحة 558 - الجزء 12

  ويكادُ من لامٍ يطيرُ فؤادُها ... إذ مَرّ مُكَّاءُ الضُّحى المُتَنَكِّسُ

  قال أبو منصور: وحكى ابن الأَعرابي أنه قال اللامُ الشخص في بيت المتلمس.

  يقال: رأَيت لامَه أي شخصه.

  ابن الأَعرابي: اللَّوَمُ كثرة اللَّوْم.

  قال الفراء: ومن العرب من يقول المَلِيم بمعنى المَلوم؛ قال أبو منصور: من قال مَلِيم بناه على لِيمَ.

  واللائِمةُ: المَلامة، وكذلك اللَّوْمى، على فَعْلى.

  يقال: ما زلت أَتَجَرّعُ منك اللَّوائِمَ.

  والمَلاوِم: جمع المَلامة.

  واللَّامةُ: الأَمر يُلام عليه.

  يقال: لامَ فلانٌ غيرَ مُليم.

  وفي المثل: رُبَّ لائم مُليم؛ قالته أُم عُمَير بن سلمى الحنفي تخاطب ولدها عُمَيراً، وكان أسلم أخاه لرجل كلابيٍّ له عليه دَمٌ فقتله، فعاتبته أُمُّه في ذلك وقالت:

  تَعُدُّ مَعاذِراً لا عُذْرَ فيها ... ومن يَخْذُلْ أَخاه فقد أَلاما

  قال ابن بري: وعُذْره الذي اعتذر به أن الكلابيّ التجأَ إلى قبر سلمى أَبي عمير، فقال لها عمير:

  قَتَلْنا أَخانا للوَفاءِ بِجارِنا ... وكان أَبونا قد تُجِيرُ مَقابِرُه

  وقال لبيد:

  سَفَهاً عَذَلْتَ، ولُمْتَ غيرَ مُليم ... وهَداك قبلَ اليومِ غيرُ حَكيم

  ولامُ الإِنسان: شخصُه، غير مهموز؛ قال الراجز:

  مَهْرِيّة تَخظُر في زِمامِها ... لم يُبْقِ منها السَّيْرُ غيرَ لامِها

  وقوله في حديث ابن أُم مكتوم: ولي قائد لا يُلاوِمُني؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في رواية بالواو، وأَصله الهمز من المُلاءمة وهي المُوافقة؛ يقال: هو يُلائمُني بالهمز ثم يُخَفَّف فيصير ياء، قال: وأما الواو فلا وجه لها إلا أن تكون يُفاعِلني من اللَّوْم ولا معنى له في هذا الحديث.

  وقول عمر في حديثه: لوْما أَبقَيْتَ أي هلَّا أَبقيت، وهي حرف من حروف المعاني معناها التحضيض كقوله تعالى: لوما تأْتينا بالملائكة.

  واللام: حرف هجاء وهو حرف مجهور، يكون أَصلاً وبدلاً وزائداً؛ قال ابن سيده: وإنما قضيت على أن عينها منقلبة عن واو لما تقدم في أخواتها مما عينه أَلف؛ قال الأَزهري: قال النحويون لَوّمْت لاماً أي كتبته كما يقال كَوَّفْت كافاً.

  قال الأَزهري في باب لَفيف حرف اللام قال: نبدأ بالحروف التي جاءت لمعانٍ من باب اللام لحاجة الناس إلى معرفتها، فمنها اللام التي توصل بها الأَسماء والأَفعال، ولها فيها معانٍ كثيرة: فمنها لامُ المِلْك كقولك: هذا المالُ لزيد، وهذا الفرس لمحَمد، ومن النحويين من يسمِّيها لامَ الإِضافة، سمّيت لامَ المِلْك لأَنك إذا قلت إن هذا لِزيد عُلِمَ أنه مِلْكُه، فإذا اتصلت هذه اللام بالمَكْنيِّ عنه نُصِبَت كقولك: هذا المالُ له ولنا ولَك ولها ولهما ولهم، وإنما فتحت مع الكنايات لأَن هذه اللامَ في الأَصل مفتوحة، وإنما كسرت مع الأَسماء ليُفْصَل بين لام القسم وبين لام الإِضافة، ألا ترى أنك لو قلت إنّ هذا المالَ لِزيدٍ عُلِم أنه مِلكه؟ ولو قلت إن هذا لَزيدٌ عُلم أن المشار إليه هو زيد فكُسِرت ليُفرق بينهما، وإذا قلت: المالُ لَك، فتحت لأَن اللبس قد زال، قال: وهذا قول الخليل ويونس والبصريين.

  [لام كي]: كقولك جئتُ لِتقومَ يا هذا، سمّيت لامَ كَيْ لأَن معناها جئتُ لكي تقوم، ومعناه معنى لام الإِضافة أيضاً، وكذلك كُسِرت لأَن المعنى جئتُ لقيامك.

  وقال الفراء في